انطلقت في مقر المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل صباح اليوم الاثنين اجتماعات وزراء خارجية دول التكتل الأوروبي السبع والعشرين وسط مناخ من الخلافات المتصاعدة بين دولهم بشان إدارة عدد من الملفات الاوروبية والدولية . ويسعى الوزراء الأوروبيون بالدرجة الأولى إلى بلورة أرضية مشتركة تسمح للقادة الأوروبيين الذين سيجتمعون نهاية الأسبوع الجاري في بروكسل على مستوى القمة بصياغة اتفاق حول عدد من المسائل التي تعترض العمل الأوروبي وفي مقدمتها إحراز تقدم ملموس بشان الدفع بخطة أوروبية لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي أولا وثانيا جر ايرلندا نحو حلحلة مخرج لأزمة الدستور الأوروبي . وتبدو الدول الاوروبية منقسمة على نفسها بشكل جوهري حول النقطتين حيث تفضل غالبية الحكومات اعتماد خطط وطنية في المجال الاقتصادي فيما لا تزال ايرلندا تطالب بعدد من التنازلات الجوهرية مقابل الدعوة لاستفتاء جديد حول اتفاقية لشبونة للوحدة الاوروبية . وتفاقمت الخلافات الاوروبية خلال الساعات الأخيرة بسبب القمة المصغرة التي تجري نهار اليوم في لندن وتجمع كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس المفوضية خوزيه باروزو برئيس وزراء بريطانيا غوردون بروان . واستثنت القمة المستشارة الألمانية انغيلا ماركيل في مؤشر على وجود توجه فرنسي بريطاني للضغط على ألمانيا وعزلها قبل القمة . ورفضت ألمانيا صراحة أي خطة جماعية أوروبية لإنقاذ الاقتصاد . أما بشان الدستور الأوروبي فقد أوضح مصدر أوروبي مطلع في بروكسل ان ايرلندا ستعرض نهار اليوم صيغة مخرج لشريكاتها بشأن احتمال قبولها بتنظيم استفتاء جديد حول اتفاقية لشبونة مقابل انتزاع تنازلات محددة في مجالات الضريبة والدفاع والحظ على منصب داخل المفوضية الاوروبية . وعلى الصعيد الدولي تبدو الدبلوماسية الاوروبية مرتعشة في أكثر من ملف وخاصة بشان شؤون المنطقة. ويتجه الوزراء الأوربيون حسب مصدر دبلوماسي في العاصمة البلجيكية الى التخلي وتحت ضغط إسرائيلي واضح عن مخطط لتفعيل العلاقات مع الفلسطينيين وسيكتفون مجددا نهار اليوم بتكرار الدعوة لتفعيل أعمال اللجنة الرباعية التي ثبتت محدودية تحركها حتى الآن الى جانب توجيه نداء لإسرائيل بتخفيف الحصار عن غزة. وتقول فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية الاوروبية وأخفقت الأسبوع الماضي في تمرير خطة لتطوير العلاقات الاوروبية الإسرائيلية أمام البرلمان الأوروبي ان أي تحرك لصالح الفلسطينيين في هذه المرحلة سيحد من فرص تمكن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تبيسي ليفني من الفوز بانتخابات فبراير القادم في إسرائيل. // يتبع // 1316 ت م