اعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قلقها البالغ ازاء تصاعد إنذارات الأزمة العراقية بما يسفر عن تعميق الانقسامات السياسية ذات التوجهات الطائفية في ظل وجود قوات الاحتلال الأمريكي .. مؤكدة أن المنطق الوطني يحتم تضافر جهود كل القوي السياسية للتوصل إلي مصالحة وطنية بينها حتي يتسني لها الاتفاق علي مطالبة قوات الاحتلال بالرحيل. وقالت الصحف أن المثير للدهشة أن حكومة نوري المالكي التي انسحب منها نحو 17 وزيرا في مقدمتهم وزراء جبهة التوافق السنية التي تشكل التكتل الأكبر للسنة في العملية السياسية .. بدلا من أن تبذل الجهود لرأب الصدع الذي أصابها .. اتجهت إلي تعميق سياسات الاستقطاب الطائفي.. وشكل المالكي ما سماه تحالف المعتدلين من الشيعة والأكراد. واشارت الصحف الى المحاولات الجارية لتشكيل تحالف مضاد للشيعة والأكراد مؤكدة ان هذه الظاهرة سلبية بكل المعايير وأنه كان الأحري بزعماء الكتل السياسية العراقية ألا يزجوا بالبلاد في هذا الطريق الوعر المحفوف بالمخاطر. ورات أن تشكيل تحالف الشيعة والأكراد هو ما ادى إلي تصاعد الأصوات الأمريكية التي تطالب بتنحية حكومة المالكي وتشكيل حكومة أقل طائفية لافتة الى ما دعا اليه أمس الأول عضوان بارزان في مجلس الشيوخ الأمريكي بتنحية المالكي وتشكيل حكومة أقل طائفية وأكثر ميلا لتوحيد البلاد من خلال بيان اقترن بنبرة استياء رسمية أمريكية تجاه أداء حكومة المالكي علي صعيد تحقيق مصالحة وطنية. وأكدت على أنه وبالرغم من الاستياء الامريكي من حكومة المالكي ذات التوجها الطائفية فإن تلك الفتنة الطائفية التي يعانيها العراق والعراقيون من الاساس هي إحدي النتائج الفادحة لسياسات الاحتلال الأمريكي حيث أن إدارة بوش قد عمدت /مع سبق الإصرار والترصد/ الي مساندة الشيعة علي حساب السنة طوال السنوات الأولي من الاحتلال الأمريكي للعراق ليتم إقصاء السنة من المعادلة السياسية. وخلصت الى أن محنة العراق قد يكون في الإمكان بدء انفراجها بتضافر القوي الإقليمية والدولية في اتجاه تحقيق أمرين متلازمين هما تحقيق مصالحة وطنية عراقية ووضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال الأمريكي. وفي سياق مشابه رأت الصحف أن اعتراف الرئيس الأمريكي بوش صراحة بخيبة أمله في أداء الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي يعد محاولة من بوش للبحث عن كبش فداء يحمله مسئولية فشل الخطة الأمنية التي حشد لها نحو 170ألف جندي أمريكي في محاولة لسحق المقاومة الوطنية العراقية الضارية ضد الاحتلال. //يتبع// 1025 ت م
