أعربت غالبية الصحف البلجيكية الصدارة اليوم الثلاثاء عن خيبة املها تجاه نتائج القمة الاوروبية الاستثنائية والتي كرست نهار أمس الاثنين في بروكسل لمعاينة تبعات الحرب الروسية الجورجية الأخيرة. ونشرت( لاليبر بلجيك) مقالة شديدة اللهجة ضد السياسة المتعبة من قبل الاتحاد الأوروبي في القوقاز وإخفاق القادة الأوروبيين في بلورة موقف حازم تجاه روسيا. وأكدت الصحيفة ان الارتعاش الأوروبي يعود لعامل رئيس واحد وهو افتقاد أوروبا لسياسة مشتركة وفعلية في مجال الطاقة واعتمادها المفرط على الطاقة الروسية. وقالت طالما لم تبدأ أوروبا ببلورة سياسة فعلية ومنسقة ومتضامنة في مجال الطاقة فإنها لن تتمكن من إرساء دبلوماسية فعلية وحقيقية وقادرة على التحرك عالميا. وقالت صحيفة( هات لاست نيوز) في نفس الاتجاه ان الاتحاد الأوروبي اظهر مدى ارتباطه الخطير بالطاقة الروسية وهو ما يشل تحركه على أكثر من صعيد. وأكدت الصحيفة ان أوروبا لن تتمكن من الخروج من تحت قبضة النفوذ السياسي الروسي في الدول الشرقية طالما لم تتقاسم دولها نفس المصالح ونفس المخاوف في مجل الطاقة وتنويع مصادرها وضمن إمداداتها وخاصة البحث عن طرق إمدادات جديدة. وتعتمد دول مثل فنلندا وسلوفاكيا بواقع مائة في المائة على الطاقة الروسية ويصل هذا الاعتماد في دول مثل ايطاليا وألمانيا الى زهاء أربعين في المائة مما يحد من هامش التحركات الاوروبية. ولكن صحيفة (ديمورغن )أكدت ان أوروبا لا يمكنها بين عشية وضحاها إرساء سياسة موحدة للطاقة لان هذا المجال هو من اختصاصات الحكومات الوطنية وان عدة مؤسسات أوروبية متنافسة بشكل حاد حاليا علاوة على ان بعض الدول لا تريد التنازل في قطاع حساس من سيادتها للاتحاد الأوروبي. وقالت صحيفة( تايد) الاقتصادية المتخصصة ان القمة الاوروبية اكتفت كالعادة وفي البيان الختامي بتوجيه دعوة للمفوضية الاوروبية بان تضع خططا لتنويع مصادر الطاقة والبحث عن طرق إمدادات وتزود إضافية. ولكن نفس الصحيفة أوضحت ان الاعتماد على دول ومصادر جديدة في القوقاز والشرق الأوسط وشمال إفريقيا لن يقدم بالضرورة ضمانات أفضل من روسيا نظرا للأوضاع السياسية في هذه المناطق من روسيا. // انتهى // 1046 ت م