تستلم فرنسا الرئاسة الدورية الاوروبية يوم الثلاثاء المقبل ولمدة ستة أشهر. وتواجه الرئاسة الفرنسية مهمة صعبة والعديد من التحديات الفعلية على صعيد إدارة العمل الأوروبي المشترك سواء على الصعيد الداخلي أو ما يخص بتحرك الاتحاد الأوروبي على الصعيد الدولي. ويأتي استلام فرنسا للرئاسة الدورية الاوروبية بعد ثلاثة أسابيع فقط على إجهاض المواطنين الايرلنديين لاتفاقية الوحدة الاوروبية المعدلة والمعروفة باتفاقية لشبونة وما تسبب فيه من عودة التكتل الأوروبي إلى حالة من الضبابية المؤسساتية وانعدام وضوح الرؤيا بشان اعتماد عدد من المشاريع الحيوية التي تضمنتها تلك الاتفاقية . ويقوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم 11 يوليو القادم بزيارة إلى ايرلندا في سعي واضح لجرها على بلورة مخرج لرفض رعاياها الاتفاقية الاوروبية. ولكن غالبية المراقبين للشؤون الاوروبية في بروكسل يستبعدون تسجيل أي تغيير على الموقف الايرلندي خلال الفترة المقبلة وهو ما يعني ان فرنسا ستسمر في إدارة الشؤون الاوروبية بالاعتماد على الاتفاقيات السابقة وعدم التمكن من بلورة طموحها بإصلاح المؤسسات الاوروبية وإجراء سلسلة من التعيينات على المناصب الرئيسة داخل التكتل مثل منصب مسئول جديد عن الدبلوماسية الاوروبية وإنشاء قسم دبلوماسي أوروبي متكامل مع مطلع العام المقبل. وتواجه الرئاسة الفرنسية وضمن نفس تداعيات الرفض الايرلندي لاتفاقية لشبونة ظهور معسكرين متنافرين وبقوة داخل الاتحاد الأوروبي بشان الخيارات المستقبلية للتكتل حيث تتزعم باريس وبرلين جناحا يدعو حاليا لوقف توسيع الاتحاد الأوروبي في انتظار تمرير اتفاقية جديدة للوحدة وجناح يضم غالبية الدول الشرقية الساعية إلى تكوين جبهة فعلية ضد ما يعرف بأوروبا القديمة. //انتهى// 1338 ت م