قال عبد الناصر فروانة مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى الفلسطينية اليوم إن وسائل التعذيب التي تتبعها سلطات السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين تسببت باستشهاد المئات وترك عاهات دائمة وأمراض مزمنة لآلاف الأسرى. وشدد الباحث بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة في تقرير له اليوم بمناسبة اليوم العالمي للأمم المتحدة لمناهضة التعذيب الذي يصادف في السادس والعشرين من الشهر الجاري على ضرورة فتح ملف السجون الإسرائيلية والسماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بالدخول إليها دون قيود والإطلاع على حجم الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى داخل أقبية التحقيق وغرف السجون . وطالب بإنشاء لجنة دولية للتحقيق في كل أساليب وصنوف التعذيب المختلفة المتبعة في السجون الإسرائيلية والتي أدت إلى استشهاد المئات من الأسرى الفلسطينيين والأسرى السابقين والتسبب بعاهات مستديمة وأمراض مزمنة لآلاف آخرين وملاحقة ومحاكمة من مارسوا التعذيب ومن أصدروا الأوامر بممارسته. وأوضح أن التعذيب في السجون الإسرائيلية بدأ مع بدايات الاحتلال وكان أول ضحاياه هو الشهيد الأسير يوسف الجبالي الذي استشهد عام 1968في سجن نابلس وتبعه العشرات ومورس التعذيب بأشكال عدة نفسية وجسدية . ولفت إلى أن الإحصائيات تفيد بأن 70 أسيرا إستشهدوا جراء التعذيب في السجون الإسرائيلية منذ العام 1967 وأن كافة المعتقلين تعرضوا لشكل أوأكثر من أشكال التعذيب وأن هناك ترابط جدلي ما بين الاعتقال والتعذيب وأن جميع من اعتقلوا تعرضوا للمعاملة المهينة السيئة واللإنسانية وإلى الشتائم وتكبيل الأيدي وعصب الأعين وأن 96 بالمائة ممن اعتقلوا تعرضوا للضرب و94 بالمائة تعرضوا للحرمان من النوم فيما تعرض 94 بالمائة للوقوف فترة طويلة و89 بالمائة تعرضوا للشبح والحرمان من النوم والطعام والشراب و70 بالمائة تعرضوا للبرودة أو الحرارة الشديدة و60 بالمائة تعرضوا للمكوث ساعات وأيام في ما تعرف بالثلاجة وأن أكثر من 50 بالمائة تعرضوا للضرب . وذكر أن هناك أشكالا أخرى من التعذيب تعرض لها البعض بنسب أقل ومتفاوتة ما بين هذه الفئة أو تلك من المعتقلين مثل التعرض للهز العنيف والتعري والتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب والاعتداء بالهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص واستغلال أماكن الإصابة أو الجرح الصعق بالكهرباء والحرمان من زيارات الأهل والعزل الانفرادي والإهمال الطبي . واستهجن فروانة استمرار الصمت الدولي بمؤسساته المختلفة تجاه ما أسماه منح الشرعية والغطاء القانوني للتعذيب في سجون الاحتلال.. مؤكدا على أن اسرائيل هي الوحيدة في العالم التي شرعت التعذيب علنا في مؤسساتها الأمنية ومنحته الغطاء القانوني ومنحت ممارسيه الحصانة القضائية مما أدى إلى هبوط حياة الأسير الفلسطيني إلى أدنى مستوياتها عند المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية بالرغم من إدانة المجتمع الدولي للتعذيب باعتباره جرما يرتكب في حق الكرامة الإنسانية وحرمه القانون الدولي تحريما قاطعا أيا كانت الظروف. //انتهى// 1124 ت م