أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله حق التقوى والاستمساك بالعروة الوثقى . وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم // اعلموا أن الدنيا ممر وأن الآخرة هي المستقر فاستبقوا الخيرات قبل فواتها وحاسبوا أنفسكم على زلاتها وهفواتها وكفوها عن الإغراق في شهواتها فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن أصلح مابينه وبين الله كفاه الله مابينه وبين الناس فالله الله في السرائر فما ينفع في فسادها جمال الظاهر// . وأضاف فضيلته يقول// في زحمة الحياة ومع تراكم مشاغل الدنيا وتواليها قد يغفل الإنسان عن وظيفته الأساس التي من أجلها وجد والغاية التي لها خلق وولد ألا وهي عبادة الله سبحانه وطاعته // وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون // فأرسل الله الرسل وأنزل الكتب وخلق الإنسان وسخر له ما في السموات ومافي الأرض كل ذلك لأجل القيام بحق العبودية ومقتضياتها لله سبحانه ووعد بالجنة من أطاعه وتوعد بالنار من عصاه , وأخبر جل في علاه أنه سيأتي يوم تعرض الخلائق فيه على الله وتنشر الصحف وتوزن الأعمال فينظر كل لميزانه باشفاق ووجل يتمنى كمال عمله وحسن ماقدم عل ميزانه أن يثقل بالحسنات , سيأتي يوم يكون الحساب والجزاء فيه بالأعمال وللذرة قيمة وميزان وللحسنة تأثير يشح به المرء على أمه وأبيه وزوجه وبنيه وأخيه فما من أحد إلا سيندم فالمقصر يندم على تقصيره والعامل يندم إن لم يكن قد ازداد في يوم القيامه مواقف وعرصات وأهوال وكربات ووزن للحسنات والسيئات لن ينجو منها انس ولا جان إلا بالعمل إذا رحمه الرحيم أرحم الراحمين //. وتساءل فضيلته قائلاً // فماذا قدمت لحياتك الأخرى ياعبد الله ما مقداره ونوعه وما مدى كماله وصحته , عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال - يا معاذ والله إني لأحبك أوصيك يامعاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك - // لافتاً فضيلته النظر إلى أن هذا إرشاد نبوي كريم بأن ندعو الله بعد الفراغ من الصلاة ونسأله حسن عبادته وقبل ذلك قول الله تعالى // هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا // مبيناً أن النصين الكريمين دلا على أن حسن العبادة مرتبة زائدة عن مجرد أدائها . وأوضح فضيلته أنه مما ينبغي للمسلم معرفته واستحضاره أن للواجبات والمفروضات من العبادات جانبين جانب الإجزاء وجانب الجزاء فإذا أدى المسلم عبادته الواجبه برئت ذمته منها وأجزأته وأصبح غير مطالب بها أما الجزاء فهو المثوبة والأجر المترتب على أداء هذه العبادة فقد يتساوى عابدان في الإجزاء ويختلفان كما بين المشرق والمغرب في الجزاء وأن مرد هذا الاختلاف على حرص أحدهما على حسن عبادته وتمامها وتقصيرالآخر فيها . // يتبع // 1548 ت م