دعا إماما المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في خطبتي الجمعة أمس الى التعاون بين الناس ، وبينهم وبين الله، استجابة لأمر الله الذي فيه نفعهم واستقامة أحوالهم وطيب عيشهم وقياما بحقوق إخوانهم عليهم. وأوضحا أن الكرم عبادة من العبادات وشيمة من شيم الرجال ومن خصال الأبرار. فقد أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل وأن العبد مازال بخير ما اتقى الله عز وجل وأخذ من دنياه لأخراه وخالف هواه. وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس: إن آية من كتاب الله عز وجل اشتملت على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم فيما بينهم وفيما بينهم وبين ربهم فهي جديرة بفهم معانيها وفهم مراميها وكمال الحرص على العمل بما جاء فيها إنها قوله عز اسمه ”وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب “ فإن كل عبد كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله لا ينفك عن هاتين الحالتين وهذين الواجبين وهما واجب بينه وبين الله وواجب بينه وبين الخلق. وأشار الشيخ أسامة خياط إلى أن من أظهر المعينات على ذلك تربية النفس وتعويدها على هذا الخلق لاسيما في مراحل النشأة الأولى داخل الأسرة بأن ينشأ أفرادها على أساس متين من التعاون على الخير فيما بينهم ، ويبين لهم ضرورته ولزومه وجميل آثاره وحسن العاقبة فيه ، ثم تتسع الدائرة لتعم ذوي القربى والجيران ببر الحقوق وأداء الواجبات المفروضة من صلة وإحسان وتآزر وتراحم تمتد حلقاته فتشمل المجتمع المسلم كله الذي وصف واقعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. من جانب آخر قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد المحسن القاسم :» إن الله سبحانه وتعالى غني بذاته عمن سواه له الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله ، أسماؤه حسنى بلغت الغاية في الحسن والجمال وصفاته عُلا بلغت المنتهى في العلو والجلال ، ومن أسمائه سبحانه الكريم أعطانا ما سألناه وأنعم علينا بما لم نسأل ، وإذا رفع العبد إليه يديه يستحي أن يردهما صفرا خائبتين ، بابه مفتوح لمن دعاه وأرزاقه وخزائنه مدرارة على عباده ولا تنقص من العطاء كريم قريب من عبده ، ليس بينه وبين عبده في طلب حوائجه حجاب ويعطي عباده فوق ما تمنّوه بل نهى عبده إذا دعاه أن يقلل المسألة بل يكثر ما شاء من سؤال الله فعطاؤه جزيل فانزل به حوائجك . وبين أمام وخطيب المسجد النبوي أن الكرم صفة مدح في الإنسان وأمارة على صفاء القلب ونقاء السريرة وهو من خصال الخير لا يكون في مؤمن إلا رفعه الله به وقد حث عليه الصلاة والسلام في مطلع قدومه المدينة على ذلك حيث قال صلى الله عليه وسلم : أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام . وأشار فضيلته إلى أن الكرم عبادة من العبادات وشيمة من شيم الرجال ومن خصال الأبرار . وأوضح فضيلته أن للكرم أبوابا متنوعة فالإنفاق على النفس إحسان قال عليه الصلاة والسلام : اذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته. ، والإنفاق على الزوجة والولد بما يسد حاجتهم من أعظم الأجور وإذا أنفق المسلم على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة ، ومن الكرم والوفاء إكرام صديق الوالدين وإكرام الجار من الإيمان وضيافة الضيف من المروءات والأخلاق الكريمة ، مشيرا فضيلته إلى أن من لا مال عنده فليكن كلامه طيبا فالكلمة الطيبة من السخاء ونوع من العطاء والإحسان إلى الآخرين بتفريج الكروب والهموم من الجود وأكرم الأفعال ما قصد بها وجه الله سبحانه وتعالى وأعظم الناس كرما أطوعهم لله.ونصح فضيلته في ختام خطبته المسلمين بالتحلي بكرم المال وان يكونوا كرماء على أنفسهم وجاههم والحرص على طاعة ربهم وعبادته فيكونوا بذلك من السعداء الكرماء.