يقوم مفوض شؤون الطاقة الأوروبي اندريس بيبالغس بزيارة الى موسكو بداية شهر مايو المقبل. وذكر مصدر في المفوضية الاوروبية في بروكسل اليوم الاثنين ان المسئول الأوروبي سيسعى الى جر روسيا نحو مزيد من التعاون مع التكتل الأوروبي في مجال الطاقة والذي مثل إشكالية تسببت في عرقلة فعلية للعلاقات بين الطرفين الأوروبي والروسي. وتعتبر روسيا المزود الاول للطاقة وتحيدا الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي ولكن خلافات جوهرية ظهرت بين الطرفين في الآونة الأخيرة وباتت تثير عدة تساؤلات بشكل مستقبل التعاون الأوروبي الروسي في هذا الملف الحيوي والذي تحول تدريجيا الى مسبب منافسة مفتوحة بين الكرملين وبروكسل. وتمثل إشكالية تامين الإمدادات الاوروبية من الطاقة وتنويع مصادر التزود بها الهاجس المتنامي الأهمية لدى مختلف صانعي القرار الأوروبيين سواء على مستوى المؤسسات الاتحادية او سواء على مستوى الحكومات الوطنية. وبعد ان أشهر من محاولات حقيقية ومكثفة وفعلية لاحتواء ثقل الاعتماد على روسيا في هذا المجال أثبتت تجربة المسئولين الأوروبيين عدة حقائق دامغة وأهمها انه سيكون من الصعب على أوروبا وعلى المدى القصير وحتى المتوسط التخلص من الاعتماد على الإمدادات الروسية في مجال الغاز. وثانيا انه يمكن لأوروبا ان تجد مصادر أخرى للطاقة في اسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا لكن بشرط تقديم تنازلات او إغراءات سياسية . اما العنصر الثالث الحيوي فهو يتمثل في انه ما بين الخيارين الروسي وغير الروسي فان مواجهة أوروبية روسية بدات ايضا في عدة مناطق خارج أوروبا حول الطاقة وهي تحد من هامش الاتحاد الأوروبي. وقد سعى الاتحاد الأوروبي بوضوح إلى خفض اعتماده على الغاز الروسي وجعل من ذلك احد أولويات تحركه الداخلي عبر البحث عن مصادر الطاقة المتجددة او الوقود الحيوي وعلى صعيد تحركه الخارجي عبر إقامة اتصالات مع عدة أطراف عربية او أجنبية مزودة بالطاقة. ولكن ورغم مضي اكثر من سنة ونصف سنة على بداية التحول الاستراتيجي الأوروبي في مجال الاعتماد على مصادر جديدة من الطاقة غير الطاقة الروسية فان إن موسكو نجحت أكثر من مرة في التغلب على هذه المساعي الاوروبية والالتواء عليها. // يتبع // 1140 ت م