وصف رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الحرب اللبنانية التي اندلعت منذ ثلاثة وثلاثين عاما في 13 نيسان / ابريل من العام 1975م وتوقفت في نهائيات الثمانينات بعد توصل اللبنانيين الى إتفاق الطائف بالمأساة والذكرى الأليمة . وقال في بيان // تحل اليوم علينا الذكرى الأليمة لانفتاح الجرح اللبناني في الثالث عشر من نيسان 1975م ونحن إلى اليوم وبعد مرور 33 عاما على هذا الجرح ما زلنا نعاني ولم نبرأ منه ومن أثاره وأوجاعه وذكرياته المؤلمة التي تقض مضاجعنا وتعكر علينا أحلامنا وأمانينا بل إن ما يجعل هذه الذكرى موحشة وثقيلة كونها تترافق مع استعادة خيالات الماضي لملاحقة ذاكرتنا وأفكارنا وتصوراتنا//. وأشار الى أن البعض يسأل هل ستعود محنة المواجهات بين اللبنانيين أو بين الآخرين على أرضهم ؟ أما البعض الأخر فأنه يروج للأفكار السوداء والتوقعات المأساوية . وأضاف / أنا مثلكم اطرح على نفسي السؤال كل يوم ما العمل؟ وما السبيل للخروج من المأزق الذي نزل بنا أو وقعنا فيه ؟ هل يكون الجواب في أن نستسلم للتوقعات اليائسة التي يطرحها البعض ؟ هل إن السقوط في الهاوية هو قدر اللبنانيين ؟ وهل إذا كان البعض ممن تعود العيش على أوجاعنا ومصائبنا لا يتوانى في العمل على تعميق أزمتنا فتكون النتيجة أن نقبل بما يرسم لنا. وتابع / في الحقيقة دعوني أصارحكم بالقول ليس ولا يجوز أن يكون لدينا إلا جواب واحد لا تطرح معه أي احتمالات أخرى وهو لا لليأس ولا للاستسلام ولا للتراجع ولا للقبول في أن نعود بإرادتنا أو أن نسمح بان يعودوا بنا رغما عنا إلى الوراء .. فنحن اللبنانيون الذين عانينا الأمرين وبذلنا الغالي والنفيس من الأرواح والأرزاق ومن مستقبل وفرص شبابنا وشاباتنا لن نستسلم للسلبية ولن نقبل أن نساق في كل مرة إلى الهاوية أو المأساة . وأردف / لهذه الأسباب إن هذه الذكرى الأليمة التي تمر علينا اليوم يجب أن تكون بالنسبة لنا وقفة للتفكر والتبصر والتأمل والاتعاظ وإعادة بناء الأمل والرجاء في غد أفضل / . واستطرد بالقول / لقد واجهنا الكثير من الصعاب والمآسي في الماضي وصحيح أن بعضها ما يزال يواجهنا لكننا أيضا استطعنا مرات الخروج من كثير من تلك المآسي ونجحنا في التعافي ومن ثم في الوقوف مجددا والانطلاق نحو المستقبل وهذا ما سنفعله وسنسير في اتجاهه وسنعمل على تحقيقه / . وختم / لن يكون هناك من طريق للعودة إلى جادة الصواب إلا عبر العودة إلى إحياء المؤسسات الدستورية وعبر تعزيز النظام الديموقراطي وعبر إعادة الاعتبار للدولة ولحكم القانون وهذا كله طريقه معروفة فلا يجب إن نضيع الطريق أو تردنا خلافاتنا للعودة إلى الوراء وبذلك فقط سيكون بإمكاننا إن نتذكر أيام الجراح للاعتبار وللاتعاظ وليس للمزيد من التحسر و بذلك فقط لن نعود إليها أو نسمح لأحد أن يعيدنا إليها / .