وصفت الصحف المصرية الصادرة اليوم قرار الرئيس الامريكي جورج بوش بغزو العراق بالقرار الاسود مشيرة الى أن هذا القرار الذي احتفل الرئيس بوش للمرة الأخيرة قبل وداعه للبيت الأبيض بالذكري الخامسة له استند على مبررات زائفة وأكاذيب تستحق التجريم من بينها الإدعاء بوجود أسلحة دمار شامل لدي نظام صدام حسين ثبت بعد الغزو أنها تبخرت في الهواء. وقالت الصحف لقد دفع رئيس البيت الأبيض ثمنا فادحا من الدم والمال والسمعة لهذه الأكذوبة التي صنعها أو صنعوها له عندما اقتحمت جحافل الغزو الدولة العربية العراقية وأسقطت نظامها ودمرت مقوماتها وأطلقت ثاراتها وأوقعت بين قومياتها وطوائفها وعقائدها .. لافتة الى أن تلك الجحافل استفزت في الوقت نفسه القوي الوطنية العراقية التي مازالت تقاوم ببسالة وتضحية قوات الاحتلال فيما لجأت قوي أخرى للأسف للاستفادة من وجود الغزاة والجلوس علي مقاعد وفرتها دباباتهم. ورأت أن المقاومة الوطنية العراقية تدرك أن النصر حليفها مهما طال النضال وسقط الشهداء بينما قوات الاحتلال تنتظر اليوم المؤكد تاريخيا عندما تضع عصاها علي كاهلها وترحل عن العراق مثلما يرحل من أرسلها عن البيت الأبيض. وقالت أنه ومع بدء العام السادس للغزو الذي احال بلاد الرافدين الى ما هي عليه الان لم يستح كثير من اهل الحل والعقد في واشنطن من القول بضرورة الابقاء على وجود امريكي في العراق حتى لو تحسنت الاوضاع الامنية في البلاد بزعم أن ما يسمى شبكة القاعدة لم تنهزم رغم تلقيها ضربات موجعة. وتعجبت بشدة من هذا التمسك الامريكي ببغداد حين يتضح أن العراق وشعبه وما يحدث فيه وله من دمار بسبب الوجود الامريكي ليس على خريطة ساسة واشنطن الذين ينظرون للامر من وجهة نظر ومصلحة امريكية خالصة وكأن العراق مجرد ناقة يمتطيها الامريكيون ويقودونها في اتجاه مصالح واشنطن وحسب. ولفتت الصحف الى تصريحات مرشح الرئاسة الامريكي عن الحزب الجمهوري جون ماكين الذي زار العراق مؤخرا ودافع فيها مثله مثل الرئيس الامريكي بوش ونائبه ديك تشيني عن الاستراتيجية التي تضمنت ارسال تعزيزات امريكية الى العراق منتصف العام الماضي وكانت عاملا فعالا في خفض مستويات العنف بنسبة اكثر من 60 بالمائة .. مؤكدة أن تلك التصريحات ما هي الا محاولة من ماكين والساسة الامريكيين لتصديق كذبة اطلقوها بأنفسهم. وشددت على أن ما يشهده العراق يؤكد خيبة امل امريكا ومدى ضعف المجتمع الدولي الذي استسلم لرغبة بوش وادعاءاته الزائفة التي اطلقها لتبرير غزو العراق واستمرار بقاء القوات الامريكية فيه بزعم أن القاعدة مازالت موجودة فيه .. متساءلة في هذا السياق عن ذنب الشعب العراقي حتى يتعرض لما يتعرض له من قتل وامتهان وتدمير لبلاده سواء من الارهابيين او من الجنود الامريكيين. واعربت الصحف عن اعتقادها بأن اعادة الهدوء والاستقرار الى العراق اصبح فرضا يتعين على الولاياتالمتحدةالامريكية تحقيقه ثم مغادرة البلاد بعد ذلك وتركها لاهلها في سلام وأمان. // يتبع // 1059 ت م 0759 جمت NNNN 1102 ت م