توصلت الأحزاب البلجيكية الرئيسة الخمس في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء الى اتفق نهائي لتشكيل حكومة جديدة وذلك بعد تسعة اشهر من دخول البلاد في ازمة سياسية غير مسبوقة وإخفاق الطبقة السياسية في بلورة ائتلاف وزاري يحظى باجماع القوى السياسية في مختلف المقاطعات التي تتكون منها بلجيكا . وبعد جولة أخيرة من المفاوضات استمرت واحد وعشرين ساعة توصل ممثلو الأحزاب اللبرالية والاشتراكية والاجتماعية المحافظة الخمسة الى اتفاق حول برنامج مشترك لحكم البلاد طيلة الثلاث سنوات القادمة . وتم إسناد رئاسة الحكومة الى الاجتماعي المسيحي ايف ليترم . وقالت الإذاعة البلجيكية صباح اليوم // إن الاتفاق الذي جاء من اربعين صفحة يشمل جوانب اقتصادية واجتماعية وملفات الضريبة والهجرة وشؤون العدل والتبدل المناخي// . وأرجات الأحزاب البلجيكية المسالة الشاقة والتي كانت وراء الأزمة الحالية والمتمثلة في إصلاح مؤسسات الدولة الاتحادية الى غاية شهر يوليو القادم . ومن المتوقع ان يقدم رئيس الحكومة المعين ايف ليترم برنامج حكومته الخميس القادم أمام البرلمان في بروكسل للحصول على ثقة النواب . ولكن المراقبين يخشون ان تعود بلجيكا مجددا ولكن بشكل أكثر خطورة وجدية الى نفس الأزمة الحكومية التي عصفت بها حتى الآن في حالة عدم التمكن من بلورة اتفق نهائي في يوليو القادم بشأن الإصلاح المؤسساتي ونقل عدد من صلاحيات الدولة الاتحادية الى المقاطعات وهو ما يطلب به الشق الفلمنكي من البلاد صاحب الأغلبية ويرفضه الفرانكفونيون . وأعلن رئيس الحكومة الحالي غي فورهفستاد انه قرر التخلي عن أي نشاط سياسي ولمدة عام واحد وفي انتظار الانتخابات الأوروبية التي ستجري العام المقبل في جميع دول التكتل الأوروبي لتجديد المؤسسات الاتحادية الأوروبية . وشككت مجمل الصحف البلجيكية على اختلاف مآربها في صلابة الاتفاق الحكومي المسجل في بروكسل وقالت ديمورغن // إن الحكومة الجديدة ووفق ما تسرب عن برنامجها لا تمتلك أية مخصصات مالية فعلية لتنفيذ برنامجها الاقتصادي والاجتماعي كما انها تفتقد الى أسس منيعة على الصعيد السياسي لتنفيذ اية إصلاحات مؤسساتية ذات مصداقية الى جانب انها أرجات عدة قضايا حساسة مثل مستقبل التعاطي مع الطاقة النووية والتحكم في الرحلات الجوية الليلية إلى موعد آخر في حين انها تمثل محور الخلافات الفعلية في البلاد. //انتهى // 1119 ت م