أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن الجهود التي تقوم بها مصر لتهدئة الأوضاع المتفجرة ووقف العدوان الاسرائيلي الوحشي على الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة تحتاج إلى تضافر كل الجهود لإنجاحها .. لأن ثمار هذه الجهود إن نجحت ستعود على الجميع بكل خير. وقالت الصحف // إن مفتاح الحل في يد الأطراف المعنيين أنفسهم وليس في يد أي أحد آخر فليس من المعقول أو المقبول ان تبذل مصر وغيرها من الأطراف الدولية الجهود تلو الجهود في الوقت الذي تواصل فيه اسرائيل عدوانها اليومي على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكثف عمليات القتل والاغتيال وتدمير البيوت وتجريف الأراضي الزراعية والبساتين وتحويل حياة المدنيين الأبرياء إلى جحيم وليس من المعقول أو المقبول بأي حال أن ترد حكومة ايهود اولمرت على جهود التهدئة بإطلاق سعار حملة استيطانية شرسة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية العربية المحتلة وتعلن بناء مئات الوحدات السكنية في الأراضي الفلسطينية في الوقت الذي تواصل فيه هدم بيوت الفلسطينيين ومنع الآخرين من البناء على أرضهم وأرض أجدادهم// . وشددت على أن مثل هذه الممارسات العدوانية الاستيطانية تتنافى مع روح السلام العادل والدائم ولا تتفق مع ما يصبو إليه الجميع من أمن واستقرار في المنطقة بوقف دائرة العنف والقتل والدمار الذي عانت منه شعوب هذه المنطقة المنكوبة لعقود طويلة . ورأت أنه في المقابل وعلى الجانب الفلسطيني لايمكن الحديث عن نجاح أي جهود للتهدئة قبل اتمام المصالحة بين الفلسطينيين أنفسهم وإعادة وحدة الصف وانهاء الخلافات والانقسامات بين جميع الفصائل وخاصة حركتي فتح وحماس ووضع حد للقطيعة بين الضفة والقطاع وجمع كل الفلسطينيين على قلب رجل واحد وهدف واحد ومع الاحتفاظ بحق الفلسطينيين في المقاومة بوصفهم شعبا يعيش تحت الاحتلال . وخلصت الى ان هذه المقاومة يجب ان تكون في إطار استراتيجية واضحة المعالم لا تحيد عن الهدف المنشود الذي يطمح إليه جميع الفلسطينيين وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف مع عودة اللاجئين أو تعويضهم . وقالت الصحف // إن مصر تعمل بكل جهد لترتيب تهدئة شاملة في الوضع الفلسطيني الإسرائيلي المتفجر مستفيدة من خطوط اتصالها المباشرة مع كل أطراف الأزمة المحلية والاقليمية والدولية .. موضحة أن تلك ليست هي المرة الأولى التي تهرع فيها مصر لتطويق انفجار ناجم عن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي لاتترك طفلا أو سيدة مقرونة بتسويف متعمد في اتخاذ اجراءات اسرائيلية ضرورية لاستعادة ثقة الفلسطينيين في نوايا إسرائيل ومنها وقف الاستيطان ورفع كافة أشكال الحصار لقطاع غزة وغيره من المدن والقرى الفلسطينية مما ينعكس سلبا وإيلاما// . وأكدت أن التهدئة الشاملة قد تكون مطلوبة الآن لحقن الدماء ولكنها لاتتجاوز كونها مسكنا لألم مبرح وعرضا لأزمة سبق تسكينها ووصف علاجها ولكن الحل يعتمد في الجانب الأكبر على الطرف الإسرائيلي الغارق في أوهام التفوق العسكري المتشبث بأساطير الأرض الموعودة الرافض لتجربة السلام العادل المتمتع بانحياز الراعي الأكبر . وفي سياق آخر استغربت الصحف استمرار امريكا في قناعتها بأنها وصية على كل دول العالم تتهم منها ما تشاء بما تريد في التقرير السنوي للخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان دون أن تفكر لحظة فيما ترتكبه هي من انتهاكات لحقوق الإنسان سواء في معتقل جوانتانامو أو في الدول التي تحتلها قواتها مثل العراق وأفغانستان أو حتى داخل الأراضي الأمريكية نفسها من خلال التنصت على الاتصالات وتضييق الخناق على تحركات أفراد بعينهم بدعوى مكافحة الإرهاب . وقالت .. صحيح // أنه لا تخلو دولة في العالم من حدوث تجاوزات من قوات الأمن لأنهم أولا وأخيرا بشر يخطئون في تنفيذ القانون وقد يخالفونه ويرتكب بعضهم فظائع يعاقب عليها القانون لكن ليس معنى هذا أن الولاياتالمتحدة استثناء من هذه القاعدة .. ففيها ارتكبت انتهاكات كثيرة ضد المسلمين والسود وأبناء الجاليات الأخرى بدعوى مكافحة الإرهاب وهذا يؤكد ضرورة ألا يعفي أصحاب التقرير أنفسهم من الاتهامات كغيرهم من الذين يتهمونهم بهذه الانتهاكات// . ولفتت الى أن ما ترتكبه القوات الأمريكية من قتل ودهم للبيوت وترويع للمدنيين الآمنين وأحيانا اغتصاب الجنود للنساء في العراق وأفغانستان وغيرهما هو من صلب انتهاك حقوق الإنسان وكذلك فإن ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلية من قتل وتدمير وحصار وتجويع ضد الفلسطينيين الأبرياء بدعم من السلاح الذي تزودهم به واشنطن وبالسكوت عنها أو إعاقة صدور قرارات دولية ضد إسرائيل كل ذلك يعد من انتهاكات حقوق الإنسان ولابد ألا تتهرب منها ولابد أن تتوقف عنها تطبيقا للمثل القائل إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف الآخرين بالحجارة . //انتهى// 1137 ت م