اوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام // في غمار الحياة ونوائبها ومشاق الدنيا ومباهضها يتضح بمزيد الجلاء ويستعلن بمديد الشفافية والصفاء كون شريعتنا الزهراء انما عمدت في تكاليفها المزهرة ومقاصدها المبهرة لترقية الخلق والسلوك وتزكية النفس والروح كي تسمو بها الى باب المشاعر الرقيقة وصفوة الايمان الهتان الذي يحقق اسمى معاني الاخوة الاسلامية المتكافلة المتراحمة وانبل وشائحها المتعاطفة المتلاحمة التي تتراءى في الكرب بلحظ الفؤاد وتتناجى في النوب بلفظ السلو والوداد ولما فقد العالم التراحم والاشفاق والتبارر والارفاق فقد تبعا لذلك امنه واستقراره ومعنى الحياة فيه وفحوى الاحسان الذي ينجيه لذلك كان الاسلام رائد التراحم والتعاطف ابان المحن والملمات والضوائق والكربات بل هو الذي انمى ذياك الخلق في الخافقين واصله وحض عليه وفصله // وافعلوا الخير لعلكم تفلحون//وتلكم الخلال الرحيمة والشيم النبيلة الكريمة التي عنت العالم اداركها لهي الامل الذي ترمقه الامم الجهيدة والشعوب والنشيدة النضرة التي تهفوا لها القلوب في عصر سحقته المادة وأفنته الكزازة الهادة 0 وبين فضيلته أنه في الخطوب الناجمة والكوارث الهاجمة يقطع ابناء الاسلام الاشاوس المهامه والبيد لينهلوا الصديان ويقتحموا القلوب المبرحة ليحققوا لمسة حنان ويتصفحوا النفوس المفدحة ليغرسوا شعاع ايمان وما ذاك الا رجاء المواساة والسلوان وابتغاء مرضاة الملك الديان // انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا // . وقال // إن الشعارات البراقة لاتكشف كربا ولاتبدد صعبا ولا تغيث امة مرزوءة ولاشعبا ما لم تتوج بالمواقف والافعال التي تحقق من الشعور بالجسد الواحد اغلى الامال ومن الامثلة الشرود والزرد المسرود في التضامن الودود تلك الحملات الاغاثية والمعونات الانسانية والأخوية التي صيرتها هذه الديار المنيفة لاخواننا الذين اجتاحهم صيهد الجفاف وحصرتهم نكبة الفيضانات في بقاع بعيدة واخرون اجهدهم الشتاء ومسهم منه بعظيم البلاء فبددوا عن المتضررين الألم وما ذلك الا تاسيا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في اكساب المعدوم وامتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم //مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى // وتلك هي الغاية المنشودة لتكون امتنا جسدا متماسك البناء متضامن الاعضاء لتذرع رياض الاخاء رافهة هانئة لايمسها نصب ولايضنيها تعب ولايجافيها تنافر ولاريب وحينئذ حيهلا وبشرى لرواد العزمات الشداد والهمم المداد والايادي العداد بان يبسط الله عليهم رحمته ولطفه ورضاه وعفوه// ان رحمة الله قريب من المحسنين // // يتبع // 1751 ت م