برعاية صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز امير منطقة المدينةالمنورة انطلقت الليلة الماضية الندوه العلمية التي تنظمها الجامعة الاسلامية بالمدينةالمنورة بعنوان / الحوار المخالف / وذلك في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة في بالمدينةالمنورة . وبدأت الندوة التي حضرها عدد من اصحاب الفضيلة واساتذة الجامعات والمهتمين بالحوار الوطني بكلمة لمعالي مدير الجامعة الاسلامية الدكتور محمد بن علي العقلاء اكد فيها ان هذه الندوه تاتي في نطاق التجاوب والتفاعل مع المبادرة الكريمة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بحسه الوطني لتحقيق السلام والامن الاجتماعي وبالانخراط بالجانب الثقافي والمعرفي لفئات شعبه والوقوف على مسببات جنوح بعضهم ولم شعث المختلفين في الرأي ووضع منهجية علمية لاداب الحوار ومنطقه على وفق القيم الاسلامية وبأسس هوية الوطن وثوابته وانشاء لذلك مركز علميا وثقافيا وحضاريا هو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني . وأوضح معاليه أهمية الالتزام بالاداب الاسلامية للحوار في هذه الحقبة الزمنية من التاريخ وأهمية الاعتبار بأحداث التاريخ وأهمية أن نغير من اسلوبنا في حوار بعضنا لبعض وفي حوارنا مع الاخرين وأن نتعلم ثقافة الحوار تحت ظل الدين من خلال الثقافة الاسلامية الصالحة البعيدة عن كل تعصب اعمى للرأي والاخذ من الثقافة المستمدة من الكتاب والسنة النبوية والتي تعد كفيلة بدرء الخلاف فيما بيننا والذي نحن في غنى عنه. بعد ذلك قدم عضو هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية مدير الندوة الدكتور عماد بن زهير حافظ نبذة تعريفية عن المشاركين ومحاور الندوة بعدها بدأت فعاليات الندوة والتي اشتملت على ستة محاور حيث شارك معالي الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين في بداية الندوة بالمحور الاول والذي تضمن حقيقة الحوار وتعريفه وقال // ان الحوار من المُحاورة وهي المُراجعة في الكلام والجدال من جدل الحبل إذا فتله وهو مستعمل في الأصل لمن خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب ثم استعمل في مُقابلة الأدلة لظهور أرجحها // واضاف // الحوار والجدال دلالة واحدة والمراد منه مصطلح الناس مناقشة بين طرفين أو أطراف يقصد بها تصحيح كلامٍ وإظهار حجّة وإثبات حق ودفع شبهة ورد الفاسد من القول والرأي وقد يكون من الوسائل والطرق المنطقية والقياسات الجدلية من المقدمات والمسلمات مما هو مبسوط في كتب المنطق وعلم الكلام وآداب البحث والمناظرة وأصول الفقة // . وأوضح معالي الشيخ الحصين ان الخلاف سنة من سنن الله في الخلق والمشلكة ليست كيف نزيل الخلاف من الارض بل المشكلة كيف نتعامل مع الخلاف ولكن لابد ان نحصره بنقاط وناخذ من النقاط الايجابية ونترك النقاط السلبية ومن النقاط الايجابية تنوع الحياة واثرها في مختلف التصورات والرؤى ولكان الناس صورة واحدة في الفكر والراي لن تتفضل الحياة ولاتاخذ شكلها الحقيقي كحياة بشرية اما الجانب السلبي في الخلاف فقد اشار اليه القران في ثلاث مواضع رئيسيه هي التفرق والبغي وفساد ذات البين وهي سبيل وسبب في الشر الذي تقع به الامه والمجتمع سوا كان مجتمع كبيرا او صغيرا وافضل طريق لاجتناب هذه السلبيه هو الاستهداء بالايات القرانية الخاصه في الحوار والاحاديث النبوية الشريفة . بعدها عرج معالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري على المحور الثاني في الندوه وهو الحوار المشروع وقال // ان الشريعة حذرت من الاختلاف وبنفس الوقت تقرر ان الاختلاف امر مرغوب لكن كيف نتعامل معه فقد قرر القرآن الكريم أن الخلاف بين الناس سنة ربانية جبلوا عليها لقوله تعالى / ولو شاء ربُك لجعل الناس أُمةً واحدة ولا يزالُون مختلفين / الا من رحم ربُك ولذلك خلقهم / وقال الشاطبي رحمه الله أخبر سبحانه أنهم لا يزالون مختلفين أبدا مع أنه قد خلقهم للاختلاف وهو قول جماعة من المفسرين وقال الامام مالك رحمه الله / خلقهم ليكونوا فريقا في الجنة وفريقا في السعير فالضمير في / خلقهم / عائد على الناس فلا يمكن أن يقع منهم إلا ما سبق في العلم وليس المراد هنا الاختلاف في الصور والألوان والأشكال إنما المراد الاختلاف في الآراء والنحل والأديان والمعتقدات المتعلقة بما يسعد الإنسان به أو يشقى في الدنيا والآخرة . //يتبع// 1308 ت م