جرت العادة أن الناس يميلون الى التوافق والانسجام ويخافون من الاختلاف ، بل ولا يتقبلون هذا الاختلاف ويطالبون الاخرون بموافقتهم والانسجام معهم ويتناسون مطالبة انفسهم بذلك. ومن خلال المتغيرات والتطور المتسارع في كافة المجالات ولاسيما المجال الفكري توجب علينا التأكيد على أن الاختلاف سنة من سنن الله في الخلق ولابد من فهم ذلك جيدا وهذا ما نفهمه من قوله تعالى " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" وفسر بعض أهل العلم هذه الايه " ولذلك خلقهم " أي للرحمة والاختلاف. وللتعايش مع هذا الإختلاف لابد من إعتماد الحوار والتفاوض من أجل الوصول الى أفضل بلورة ممكنة في المسائل المختلف فيها. فياليتنا نتدرب على ثقافة ومهارة الحوار مع الجميع نعم من الجميع وليس فقط مع من نحب او مع من نتوافق معهم في الفكر والثقافة، حتى نعطي انفسنا مجالا للتغيير الذي نخافه ونهابه. ولعلي أشير الى بعض الامور الهامة المتعلقة بالحوار والنقاش مع الآخر:- * انظروا الى الإختلاف على أنه مصدر ثراء وغنى وتنوع ، وليس شيئا يضعف الأمة او يكدر صفوها، فنحن إذا إتفقنا في الكليات لم يضرنا ألإختلاف في الجزئيات والفرعيات. * لا ينظر احدنا الى نفسه على أنه الاصل في كل شيء، وعلى الأخرين أن يكونوا صورة منه ، فكل لديه صوابه وخطائه. * لا لمفهوم الرمزيه، هذا الرمز الذي لايحق لأحد أن ينتقده في رأي او تصرف، فكل لديه خطائه وصوابه. * كن هادئا أثناء النقاش ، ولا تغضب ، وابتعد عن التعصب، فالتعصب يحول النقاش الى جدال ومتى تحول النقاش الى جدال فمن الأفضل إنهاء النقاش ، لأنه لا نقطة التقاء بين المتحاورين. * فلنتدرب على مهارة الإستماع الجيد ، فلتكن مستمعا أكثر من ان تكون متحدثا فأنت المستفيد مستقبلا. * لاتحارب أي رأي او فكرة ، بل ناقش بشكل موضوعي فقد تدافع عن هذا الرأي مستقبلا. وأخيرا .... نعم لثقافة الحوار والنقاش والإستماع للرأي والرأي الآخر ، فلنجعل شعارنا " فلنختلف...... فنحن أصدقاء".