قالت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن احدا لا يستطيع توجيه اللوم إلي مصر لفتحها حدودها أمام نصف مليون فلسطيني اضطرهم الحصار الاسرائيلي الخانق حول غزة إلي دخول سيناء بحثا عن احتياجاتهم الاساسية اللازمة للحياة .. مشيرة الى أن هذه المبادرة أملتها اعتبارات انسانية بالاضافة إلى الروابط والوشائج الأخوية التي تجمع الشعبين المصري والفلسطيني والالتزامات الوطنية والقومية المصرية الحريصة على استعادة السلام والاستقرار في المنطقة. والقت الصحف باللوم في هذه المأساة على اسرائيل باعتبارها الطرف الاساسي المتسبب فيها بسياسة القهر والارهاب وعلى الولاياتالمتحدةالامريكية لكونها الطرف المشجع الذي قدم لاسرائيل فوق السلاح والمال ملاءة سياسية تغطي عوراتها أمام العالم أجمع وهي منهمكة في ذبح شعب أعزل يريدونه جائعا عاريا أخرس لا يقاوم. وفي السياق ذاته شددت الصحف على أنه بالرغم من التقدير الكبير للجهود العربية والدولية التي بذلت بشكل مكثف مؤخرا وأثمرت عن سماح اسرائيل بإدخال بعض الوقود والامدادات الأخري إلي قطاع غزة فقد بات مؤكدا انه حتى إذا رفعت اسرائيل تماما حصارها غير المبرر عن قطاع غزة فإن ذلك لا يكفي. واستندت في تأكيدها لهذه الرؤية على نكوص اسرائيل عما تم الاتفاق عليه خلال جولة الرئيس الأمريكي جورج بوش الاخيرة بالمنطقة من استئناف لمفاوضات السلام وبذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى اتفاق سلام وقيام دولة فلسطينية في غضون عام .. موضحه أنه في الوقت الذي تم فيه تحديد موعد لبدء مفاوضات السلام كثفت اسرائيل حملتها العدوانية في الضفة الغربية وزادت من حدة اعتداءاتها الصاروخية على قطاع غزة وبدأت في تسريب أنباء لوسائل الاعلام بها حول توسيع مستوطنات عديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلة. واعربت الصحف عن استغرابها لمزاعم اسرائيل بأنها تريد السلام لكنها لا تجد شريكا فلسطينيا مؤهلا لذلك وجادا .. لافته الى أنه وبالرغم من كون الخلافات الداخلية الفلسطينية وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة تسيء إلى صورة الفلسطينيين في عيون العالم وتظهرهم بمظهر غير لائق الا أن العقبة الكؤود في طريق تحقيق السلام ليست فلسطينية في كل الأحوال لكنها اسرائيلية خاصة. وخلصت الصحف الى القول بأن أفعال اسرائيل ومعاملتها الوحشية للفلسطينيين تؤكد انها غير جادة في حديثها عن السلام وانها لا تريده سوي استسلام من جانب الفلسطينيين .. مؤكدة في هذا الاطار أن الرفع الكامل للحصار الشامل المفروض على قطاع غزة غير كاف وانه يتعين مواصلة الجهود العربية والاسلامية والدولية التي بذلت مؤخرا حتى توقف اسرائيل كل اعتداءاتها على الفلسطينيين وتدخل معهم في مفاوضات جادة وحقيقة لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة. محليا نوهت الصحف بكلمة الرئيس المصري حسني مبارك امس بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة والتي تساءل فيها قائلا أين كان هؤلاء الأوصياء حين ضربت الفوضي شعوبا عديدة وكيف كان تحركهم عندما طالتهم يد الإرهاب وأين هم مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات وحصار ومعاناة .. مؤكدة ان تلك التساؤلات مثلت أبلغ رد على الذين نصبوا أنفسهم أوصياء علي حقوق الإنسان في العالم. //يتبع// 1035 ت م 0735 جمت NNNN 1039 ت م