أكدت دراسة علمية أن للمباني المدرسية وتجهيزاتها دور كبير وأثر بالغ الأهمية في العملية التعليمية بكافة أبعادها مشيرة إلى أنه إذا تم بناء المدارس وفقا للمواصفات الهندسية والصحية والتعليمية المناسبة فإن ذلك يسهم في إتاحة الفرصة لتحقيق أهداف المنهج وإذا حدث خلال أو نقص في تحقيق هذه المواصفات فان ذلك ينعكس على المنهج بطريقة واضحة وعلى مستوى الطلاب والأداء بشكل عام. وأبانت الباحثة أميرة بنت صالح العيدي إحدى معلمات الصفوف الأولية بإدارة تعليم البنات بمكة المكرمة في كتابها الذي حمل عنوان / البيئة الصفية دراسة علمية شاملة لأثرها على سير العملية التعليمية ومخرجاتها / أنه من المفترض في المبنى المدرسي أن يتضمن العدد الكافي من الفصول الدراسية وحجرات الإدارة والمعلمين والمشرفين والمعامل والقاعات والمكتبة والأفنية والأماكن الخاصة بممارسة الأنشطة إلى جانب التوازن بين عدد التلاميذ وعدد الفصول بحيث لايزيد عدد التلاميذ في الفصل الواحد عن حد معين لأنه كلما زاد عدد التلاميذ في المدرسة دون أن يقابله زيادة في عدد الفصول فإنه يؤدي إلى زيادة عدد التلاميذ للمناقشة والقيام بالأنشطة المطلوبة على النحو السليم وضيق الوقت أمام المعلم لمراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ والاعتماد على الطرق الإلقائية وتقليل الأسئلة والمناقشات وعدم تكليف التلاميذ بالواجبات اللازمة. وأفادت أن هناك مدارس تتم الدراسة بها على عدة فترات في اليوم الواحد منها على فترتين ومنها على ثلاث فترات مما يعني أن هناك زيادة في أعداد الطلاب عن أعداد الفصول مما يمكن العملية التعليمية بالإصابة بالشلل شبه التام وعدم تحقيق ألأهداف التربوية وذلك لقلة الوقت المخصص للحصة الدراسية وتدني مزاولة الأنشطة التعليمية المختلفة التي تعمل على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة وكذا لجوء التلاميذ إلى الاهتمام بطرق الحفظ والاستظهار دون الجوانب الأخرى للتعلم وأيضا التركيز على توصيل المعلومات فقط وإهمال الأهداف التربوية الكبرى التي تتمثل في تنمية القدرة على التفكير والابتكار والإبداع والعمل الجماعي والتخطيط وحل المشكلات مؤكدة على أن المبنى الدراسي والبيئة الصفية يمثلان ركيزة أساسية في توفير الظروف الملائمة والمناخ المناسب لنجاح العملية التعليمية والوصول إلى تعليم أفضل وجودة شاملة. واشارت الباحثة الى أن القاعات التعليمية ذات المقاعد المرتبة على شكل / U / تكون أكثر ملاءمة للمتعلمين ولعملية التعلم عند استخدام العروض العملية من ترتيب المقاعد على شكل صفوف طولية متوازية مشيرة إلى أن الإنسان يتذكر بعد مرور شهر 13 بالمائة من المعلومات السمعية ويتذكر 75 بالمائة من المعلومات السمعية والبصرية فيما يتذكر 95 بالمائة من المعلومات التي يحصل عليها من المناقشات والحوار لذا ينبغي إعادة ترتيب الفصل بحيث ترى المتحاورات بعضهن البعض لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية. وأشتمل الكتاب على تسعة فصول تناولت الإدارة الصفية علم وفن والبيئة الصفية ومواجهة الفصل لأول مرة وتنظيم البيئة الفيزيقية للصف وكذا الوسيلة والرسومات والأفلام التعليمية وإدارة الصف ومهارات حل المشكلات علاوة على أثر البيئة الصفية في تحقيق أهداف المنهج الدراسي بالإضافة إلى بعض من معالم هدية الرسول صلى الله عليه وسلم في التعليم . // انتهى // 1057 ت م