تواجه العلاقات بين روسيا والتكتل الأوروبي مرحلة دقيقة جديدة واختبارا صعبا يخص هذه المرة مصداقية الطرف الأوروبي في التعامل مع التطورات الداخلية في روسيا وانعكاساتها على الأمن الأوروبي من جهة وطبيعة علاقات القوة بين موسكووبروكسل من جهة أخرى. وبعد اقل من أربع وعشرين ساعة من الإعلان عن اكتساح حزب الرئيس الروسي فلادمير بوتين للانتخابات التشريعية التي جرت نهار الأحد في عموم روسيا وفوزه بأكثر من ستين في المائة من أصوات الناخبين يبدي المسئولون الأوروبيون سواء على المستوى الاتحادي او مستوى كل دولة من دول التكتل السبع و العشرين حذرا كبيرا في معاينة التطورات في روسيا والتي تؤكد يوما بعد يوم سيطرة جناح الرئيس بوتين بالكامل على مقدرات الدولة الروسية. ولا يملك التكتل الأوروبي في هذه المرحل اية أوراق ضغط فعلية على الشريك الروسي المتصاعد الأهمية على صعيد إمدادات الطاقة وعلى صعيد تحديد توازنات القوة في معادلة هندسة الأمن في القارة. ورفضت روسيا بشكل رسمي التعاون خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة مع بعثة المراقبين الأوروبيين . واكتفى التكتل الأوروبي بالإعلان عن أسفه تجاه الخطوة الروسية مما يتناقض بشكل جوهري مع تعامله مع دول أخرى في هذه الحالات وركونه حتى إلى أسلوب العقوبات والإجراءات القسرية. كما إن سلسلة الاعتقالات التي رافقت الانتخابات التشريعية في روسيا والقمع المنظم للمظاهرات لم يستأثر باهتمام المسئولين الأوروبيين . ويجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس القادم في بروكسل سلسلة من المحادثات والاتصالات مع كبار المسئولين في التكتل الأوروبي إضافة الى عقد لقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي. وفيما ستتركز المحادثات وحسب المسئولين الأطلسيين والأوروبيين وحسب الرواية الرسمية و المعلنة على جوانب الأمن الأوروبي وقرار روسيا تعليق العمل باتفاقية الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا فان المصادر الدبلوماسية تشير الى ان التطورات السياسية الداخلية المتسارعة في روسيا وإحكام الرئيس بوتين قبضته على مقاليد الوضعين السياسي والاقتصادي الروسي سيكون محل الجدل الفعلي بين الطرفين. // يتبع // 1309 ت م 1009 جمت NNNN 1354 ت م