تواجه معظم الدول الأوروبية حالياً مشاكل اقتصادية كبيرة.. برز منها حالياً ارتفاع مستوى التضخم في الدول الثلاث عشرة التي تتعامل بالعملة الموحدة /اليورو/ إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من ست سنوات.. في حين سجلت بريطانيا التي لا تتعامل باليورو اقوى تراجعات لها منذ نحو 12 عاما في سوق العقارات المنزلية. واوضح محللون اقتصاديون أن مستوى التضخم في الدول المتعاملة باليورو أرتفع بنسة 6ر2 في المئة بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية والوقود.. مما يعني أن البنك المركزي الاوروبي سيواجه مشكلات اضافية بسبب بطء النمو الناجم عن انخفاض الاستهلاك لدى الافراد. واستبعد المحللون ان يرفع البنك المركزي سعر الفائدة البالغ 4 بالمئة خلال اجتماعه المقرر عقده الاسبوع المقبل.. فيما اعربوا عن توقعاتهم بارتفاع نسبة التضخم بشكل أكبر بسبب ارتفاع أسعار النفط. وُتوقع المحللون أن بتباطأ النمو الاقتصادي في اوروبا والولايات المتحدةالامريكية في آواخر 2007م وبداية 2008م إلى أن تختفي آثار أزمة سوق العقار والقروض البنكية.. حيث أنه في تلك الاثناء، تبين الارقام ان المستهلكين يقللون من نفقاتهم. فمن جهته قال الخبير الاقتصادي الالماني كريستوف فايل من /كوميرتسبانك/ إن مستوى التضخم في الدول الأوروبية المتعاملة باليورو سيبقى فوق ال2 بالمئة خلال الاشهر القليلة المقبلة.. لأن أثر اسعار النفط لن يختفي حتى الربيع المقبل. وكانت الارقام قد بينت امس أن المبيعات الاستهلاكية في المانيا وهي اكبر اقتصاد في منطقة /اليورو/ انخفضت بشكل كبير في اكتوبر .. وانخفضت الارقام التي حققتها التجارات الاستهلاكية بنسة 4ر4 في المئة مقارنة بالشهر الماضي..على الرغم من أن ارقاما منفصلة خاصة بتطورات اليورو تبين ان النمو في منطقة اليورو ارتفع بنسبة 7ر0 بالمئة خلال الاشهر الثلاثة الماضية مقارنة ب 3ر0 بالمئة في الفترة السابقة. أما في بريطانيا فقد اعلن مصرف /نيشنوايد/ البريطاني للاقراض العقاري أن اسعار العقارات المنزلية سجلت اقوى تراجع لها منذ 12 عاما.. موضحاً أن الارقام الاحصائية تشير إلى تراجع المتوسط العام للعقارات المنزلية بمعدل ثمانية اعشار نقطة مئوية وهو اقوى تراجع شهري مسجل منذ فبراير العام الماضي. وبدوره قال مجلس مؤسسات الاقراض العقاري البريطانية في تقرير له إن التراجع في هامش التضخم السنوي في بريطانيا قد لا يكون حادا.. مرجعاً السبب بشكل جزئي إلى المشاكل الحالية التي تعصف بأسواق المال الدولية.. وهو الأمر الذي اكده سيمون روبنسون احد كبار خبراء الاقتصاد في المعهد الملكي البريطاني للمساحين حيث بين أن الازمة المالية الدولية سيكون لها تأثير ركودي على اسواق العقارات في بريطانيا وليس تأثيرا سلبيا ضاربا. // انتهى // 2329 ت م