بدات اليوم بالعاصمة المغربية الرباط اعمال الدورة ال27 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي التي تضم الى جانب المغرب كلا من الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا . وقد خصص هذا الاجتماع للنظر في نتائج أعمال المجالس الوزارية المكلفة بالعمل التكاملي الميداني بهدف زيادة التوجه حول أولويات المرحلة وتقييم المنهجية في أفق تحسين مردودية العمل المغاربي . وفي افتتاح الدورة اكد أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي الليبي رئيس مجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب عبد الرحمن شلقم ان الاندماج يعد فلسفة إنسانية ولم يعد من نافلة القول أو معطيات الاختيارمبرزا أن دول المغرب العربي لا تستطيع مواجهة تحديات العولمة وكذا القضايا الكبيرة المتمثلة في الهجرة غير الشرعية والتصحر والإرهاب وهي متفرقة . واضاف شلقم أن دول العالم تنحو نحو العمل المرتكز على الأسواق المشتركة والعمل المتكامل وهو ما يفرض على دول المغرب العربي تدارك ما فات والعمل من أجل تحقيق آمال شعوب المنطقة برمتها والوفاء لذكرى الأجداد الذين دافعوا بدمهم عن هذه الأرض . من جانبه اكد كاتب الدولة التونسي المكلف بالشؤون المغاربية والعربية والإفريقية عبد الرؤوف الباسطي أن تنسيق السياسات الاقتصادية والمالية للدول المغاربية بشكل أكثر والإسراع في إقامة المنطقة المغاربية للتبادل الحر تيسيرا لحركة انسياب السلع والخدمات واستكمال إنجاز المشاريع المغاربية الكبرى بالإضافة إلى تأمين انطلاق المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية في نشاطه الفعلي في اقرب الآجال ستشكل كلها روافد أساسية من شأنها أن تسرع الخطى نحو التكامل والاندماج المغاربي المنشود . واضاف أن تحقيق الاندماج المغاربي المنشود الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة يستدعي إلى جانب مزيد من تفعيل دور المؤسسات الاتحادية والرفع من أدائها ضرورة إشراك القطاع الخاص وتفعيل دور المتعاملين الاقتصاديين بالبلدان المغاربية للإسهام في بناء صرح اتحاد المغرب العربي العتيد . واشار الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية بالجزائر عبد القادر مساهل من جهته الى أن الحصيلة الموضوعية للعمل المغاربي تفرض على الجميع المزيد من التشاور في مسعى العمل المشترك نحو بناء المغرب العربي الكبير مضيفا ان هذا الأمر يتطلب اعتماد مقاربة واقعية ونظرة شاملة ومنهجية عمل وضبط البرامج وتنظيم المؤسسات وأجهزة الاتحاد حتى يتم ضمان وتأمين انطلاقة فعلية وحقيقية لهذا الاتحاد وتجسيد الأهداف المشتركة وتحقيق آمال شعوب المنطقة وطموحاتها في الوحدة والنمو . ولفت مساهل الى أنه من الضروري أن يتكيف اتحاد المغرب العربي مع التحولات التي يشهدها العالم في ظل تسارع التاريخ والأحداث ويستطيع أن يواكب حركية التكتل والاندماج التي تعيشها مختلف القارات والمناطق عبر العالم داعيا الى ضرورة توحيد الردود وتنسيق المواقف لمواجهة المخاطر المشتركة التي تهدد دول المغرب العربي . من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري ان الاختلالات المتفاقمة في ظل الصعوبات الموضوعية التي يعرف الجميع ملابساتها واسبابها تستلزم الخروج من التذبذب والغموض للانخراط في حوار مسؤول وبناء موجه صوب مستقبل مؤسس على احترام المقومات السيادية وحرمة الكيانات الوطنية في مناخ من الثقة المتبادلة الكفيلة ببناء تجمع حيوي ومتفاعل في المحيط الإقليمي والدولي . واضاف أن الفضاء المغاربي مدعو لاعتماد هندسة جيو اقتصادية قادرة على تجاوز هزالة مبادلاته البينية واختلالاته الهيكلية في نطاق الاستحقاقات التي اعتمدها مجلس الرئاسة بإقامة منطقة للتبادل الحر مؤكدا بان المغرب على قناعة كاملة بأن تنشيط العمل المغاربي سيظل متوقفا في المقام الأول على إرادة سياسية حقيقية تستجيب لانشغالات الدول الخمس التواقة نحو التقدم والتنمية الشاملة ومواجهة المخاطر المهددة لأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها . وفي تدخله في الجلسة الافتتاحية للدورة اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون بموريتانيا محمد ولد السالك ان الاندماج المغاربي يشكل بالنسبة لبلده خيارا استرتيجيا و ان اتحاد المغرب العربي يظل الإطار الأمثل والوحيد الذي يمكن من خلاله أن يرتفع صوت الجميع ويقوي التأثير في هذا العالم الذي اصبح لا مكان فيه للكيانات الصغيرة والضعيفة . // انتهى // 0029 ت م