التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ اليوم بالمشاركين في دورة الأمن الفكري التي تنظمها إدارة الشؤون الدينية بوزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة ، وذلك في نادي الضباط بالقوات المسلحة . وقد وجه معاليه كلمة في بداية اللقاء أبان فيها أن مفهوم الأمن الفكري كلمة جديدة لم تكن موجودة في الزمن السابق لكن مضمونها موجود ، فلا يمكن أن يكون هناك عمل يقوم به أحد من الأعمال الصالحة ، أو من الأعمال الطالحة ، إلا بفكر يسبقه ، لذلك الذي عنده إخلاص في عمله لابد أن عنده أولاً تفكير ما لواجب عليه ، وماذا يعمل ، لا ينتج الإخلاص بدون عقيدة ، وبدون تفكير ، من عنده خيانة في عمله لا يمكن أن تنتج الخيانة عملياً إلا بالتفكير ، لذلك معالجة الواقع في الميدان من الانحرافات ، أو تنمية الخير وتثبته لابد أن يكون قبله أرضية إصلاح الأفكار ، وإصلاح تفكير الإنسان ، فمن المهم في الاتجاهات التربوية أنه قبل أن يكون هناك نظر عملي أن يكون معالجة لدوافع الأعمال ، معالجة ما تأتي به الأفكار أو ما يأتي به الفكر . وأضاف معاليه قائلاً : فكلمة الأمن الفكري هي مصطلح جديد لكنه صحيح لأن الأمن جعله الله في القرآن مقروناً بهذه الملة ، ببعثة محمد ( ، وبهذا الدين ، وإذا كان الأمر كذلك فإنه جعل العبادة مقرونة بالأمن ، وجعل الصلاح مقرون في الأمن ، وجعل الطمأنينة في الدنيا والآخرة مقرونة بالأمن ، بل جعل الأمن بالآخرة مقرون بالأمن في الدنيا ، والآيات في هذا كثيرة ، قال تعالى : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم } ، إلى أن قال : { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ً} ، وقال : {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ، في الحديث الصحيح كما تعلمون قال عليه الصلاة والسلام ( والله ليتمن الله هذا الأمر حتى تسير الضعينة من صنعاء إلى مكة لا تخشى إلا الله" ) الضعينة هي المرأة على البعير لوحدها ، تسير لا تخش إلا الله ) ، لكن لاحظ في قوله قبل ذلك :" ليتمن الله هذا الأمر" يعني أمر الدين حتى تسير ، جعل هذا الأمن الكامل نتيجة لاتمام الله جل وعلا هذا الدين . وأبان معالي الشيخ صالح آل الشيخ أن الأمن الفكري أقسامه كثيرة ، منها ما يتعلق بالأمن الفكري، أي التفكير ما يحدث الأفكار فجعل بعض أهل العلم منه أمن العقل التصرفات الصالحة ، يسبقها عقيدة صالحة ، إخلاص ، صادق ، والتصرفات غير الصالحة المنحرفة الضالة لاشك أنه يسبقها عقيدة فاسدة ، ولذلك أول ما يتبادر إلينا في الأمن الفكري أعظم أمن ، وهو أمن العقيدة ، الأمن العقدي في التفكير ، هذا مهم ، لذلك ينادي أهل العلم ، ويدعون إلى إصلاح العقيدة ، إصلاح التوحيد ، وإصلاح مابين العبد وبين ربه ، والإخلاص ، وإصلاح المقاصد والتوجهات ، لأنه يحدث التصرفات الصحيحة ، فإذا صار المؤمن المسلم في عقيدته سليماً أمن واطمأن ثم صارت تصرفاته مأمونة تجاه الناس في ذلك . وأختتم حديثه عن الأمن الفكري بالقول هذه معالم في موضوع الأمن الفكري والعقدي وأمن التفكير وكيف نصحح المسار، وكيف نبحث عن الذات، وهذه مسائل شرعية سلوكية لها اتصال بمباحث العقيدة لكن بنظرة عصرية ولها اتصال بأمننا في ذواتنا، وقدوتنا للآخرين في إحداث الأمن في المجتمع، وإفاضته في توجيهاتنا، أسأل الله جل وعلا لكم التوفيق والسداد وأن يجعلكم مباركين، وأن يوفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى ،وأن يجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد . // انتهى // 1352 ت م