جدد معالي وزير الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ التأكيد على أن الناس في الأرض قاطبة قديماً وحديثاً يحتاجون إلى الأمن ويحرصون عليه على تنوعٍ في المنطلقات ، وتنوع في الأهداف ، ولذلك فإن الشريعة الإسلامية هي الرائدة في معاني الأمن لأن حقيقة الإسلام وبعثة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - انما هي لتحقيق الأمن في الدنيا والآخرة: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) ، الأمن في الدنيا ، والأمن في الآخرة. جاء ذلك في كلمة لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل اشليه خلال لقائه أمس بالمشاركين في ملتقى (التوجيه والارشاد - تفعيل وتطعات) ، الذي نظمته إدارة العلاقات والتوجيه بالأمن العام ، واصفاً الملتقى بأنه من الفعاليات التي تدعل علي عظم صلة المعاني الأمنية في هذه الدولة السعودية الإسلامية بالمعاني الشرعية لأن المعنى الأمني هو في الحقيقة معنى شرعي. وشدد معالي الوزير آل الشيخ على ان الشريعة الإسلامية حرصت على تحقيق الأمن بأنواعه ، الأمن العقدي ، الأمن الفكري ، الأمن الاجتماعي ، الأمن النفسي ، والأمن الميداني ، الأمن على الأرواح ، والاعراض ، والممتلكات ، وتحركات الناس ، وعلى حقوقهم ، وما يحتاجون اليه ، وقال: فالأمن معناه واسع ، لذلك فإن الشريعة إذا كانت جاءت لتحقيق الأمن في الدنيا والآخرة فإن رجل الأمن يمثل من رسالة الشريعة أكبر نصيب ، لأن الولاية (ولاة الأمر) هم الذين يأخذون بالأمن كله ، الأمن العلمي ، الأمن الشرعي ، فهم قادة العلماء وقادة المفكرين ، وقادة الأدباء ، وقادة الموجهين ، والمثقفين ، وهم ايضا قادة رجال الأمن في الميدان ، فهم الذين يمسكون بأنواع الأمن ويوجهون الجميع ، مشيراً إلى ان رجل الأمن في شق من عمل الأمن هو الذي يحقق هذه المعاني في معناها الواسع ، لهذا فإن الله - جل وعلا - جعل منّته على عباده بأن يتحقق لهم الأمن (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ، وليمكنّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً). وزاد معاليه قائلاً: وهنا وقفة مع هذه الآية في انه جعل عبادة الله وحده لا شريك له الذي هو تحقيق الدين ، لا يكون على حقيقته وتمامه إلا بتحقيق الأمن ، قال: (وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) ، لهذا كانت حقيقة الأمن وتحقيقه من المنن الكبرى والغايات العظمى ، علقها النبي - صلى الله عليه وسلم - بتمام الأمر ، قال: (والله ليتمنّ الله هذا الأمر (أي الدين) حتى تسير الضعينة من صنعاء إلى مكة ، لا تخشى إلا الله) ، - الضعينة المرأة على الراحلة -. وأكد معاليه في هذا الصدد: إن رجل الأمن هو عنصر أساسي في اتمام تحقيق مقاصد الرسالة ، ومن هنا تأتي النية الصالحة في العمل الأمني نعم العمل الأمني جهاد في موقعك ، في وقوفك ، في عملك ، في ذهابك ، والنية الصالحة انك محقق لما أمر الله - جل وعلا - به ، واما قصدته الشريعة ، وهذا يجعل المؤمن وهو يعمل ، ويتعب ، ويقف في الشمس ، ويخدم الحجيج ويخدم الناس ، وينفذ الأوامر يجعله في طمأنينة مهما تعب ، لانه لن يعدم خير الدنيا والآخرة لهذا فاننا نرى أن رجال الأمن محققون لمقاصد الشرع ، ورجال الأمن عنصر أساس في تحقيق هذا الدين ، وهذه الشريعة في تطبيقها ، وتحقيق مقاصدها. ولفت معاليه إلى ان المملكة العربية السعودية لما أسسها الإمام الصالح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله تعالى - ورفع درجته ، أسسها على تقوى من الله ، فالهدف واضح عند المؤسس وهو أننا خلقنا لعبادة الله وحده لا شريك له ، ولتطبيق الكتاب والسنة ، مبرزاً معاليه أن المملكة العربية السعودية أساسها وقيامها ، وكيانها (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وتطبيق الكتاب والسنة ، لما ثبت هذا الأساس انطلقت كل المعاني فالأمن عندنا ، ورجال الأمن والتنظيمات الأمنية تنظيمات شرعية أي منطلقاتها منطلقة من أساسيات هذا الدين الحنيف ، ولذلك الرسالة مختلفة اذاً لرجل الأمن أنه يحقق ما قامت عليه هذه البلاد وهي عليه الآن وغداً إلى ما شاء الله في تحقيق الأمن بمعانيه المختلفة. وقال معاليه: ان وزارة الداخلية بقيادة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي جمع حقيقة بين مدارك السياسة ، ومدارك العلم ، وفقه مقاصد الشرع ، والقضاء ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والارشاد وفهم الناس وفهم الابعاد الأمنية بأنواعها جاءت توجيهاته وأعماله في هذه الوزارة لتكون قطاعات الأمن العام لها صفة خاصة ، ولرجال الأمن العام معنى خاص عند الصغير والكبير في أدائهم لرسالتهم وعلو مستواهم وفهمهم ، وولائهم ، وصدقهم وحرصهم وذلك لانهم يعلمون حقيقة معنى هذه الرسالة ، ومعنى هذه القيادة التي يحرص عليها ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة.