دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس القضاة الى اعتماد فقه الواقع والاجتهاد في التفاعل مع هذا الواقع الراهن الذي يشهد عدة تحولات افرزتها العولمة. وقال العاهل المغربي في رسالة وجهها اليوم الى المشاركين في ندوة دولية حول مستقبل العدالة في القرن الواحد والعشرين انه في سياق عالمي يعرف تحديات وتغيرات متسارعة بفعل العوامل الاقتصادية والتجارية ذات التكنولوجيا المتطورة وتنامي نزوعات التطرف والإرهاب، وكثافة وتعقد العلاقات الدولية بفعل اكتساح العولمة بشتى تجلياتها وانعكاساتها لمختلف مناحي العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وما أفرزته من منازعات غير مسبوقة, فان هذا الوضع يفرض اعتماد فقه الواقع, والاجتهاد في التفاعل مع نوازله, ويضاعف أهمية القانون والقضاء في نظر الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين, في إيجاد حلول وتسويات عادلة لها. كما أنه يجعل العدالة, أثقل مسؤولية في مواجهة هذه التحولات. واعتبر العاهل المغربي في رسالته التي تلاها وزير العدل المغربي عبد الواحد الراضي ان من شان حضور نخبة من رؤساء المحاكم العليا من مختلف الدول والقارات وعدد من الفقهاء والقضاة والمحامين من المغرب وعدة دول لهذه الندوة، من شانه الارتقاء بالمناقشات وتبادل الخبرات و الاراء في فضاءات الفكر القضائي والقانوني والفقهي. واكد العاهل المغربي من جهة اخرى حرصه على القيام باصلاح عميق و شامل لقطاع القضاء بالمغرب و ضمان استقلاليته لما له من دور حيوي في توطيد اسس الديمقراطية و تحقيق الامن القضائي و ترسيخ الثقة اللازمة لتحفيز الاستثمار و النهوض بالتنمية. واعلن العاهل المغربي ان برنامج الاصلاح هذا القطاع سيتم الاعلان عنها عما قريب، مشددا في هذا السياق على دور المجلس الاعلى الذي يمثل اعلى سلطة قضائية في المغرب في انجاح الاصلاح المنشود لهذا القطاع. كما حث العاهل المغربي اسرة القضاء على الانخراط بفعالية في هذا الاصلاح والى مضاعفة جهودها لجعل القطاع قاطرة لهذا الاصلاح من اجل تحقيق المزيد من التحديث و العصرنة و التوثيق و الشفافية و الانفتاح. وياتي انعقاد هذه الندوة احتفاء بالذكرى الخمسين لتأسيس المجلس الاعلى الذي يعتبر اعلى سلطة قضائية بالمغرب. // انتهى // 1624 ت م