أبرزت الصحف المصرية الصادرة اليوم على صفحاتها الاولى القمة السعودية المصرية التي عقدت يوم أمس بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يزور القاهرة حاليا حفظه الله وأخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية مؤكدة انها قمة ناقشت التطورات على الساحات العربية والاقليمية والدولية وأتسمت بالصراحة وحسن التنسيق. ونشرت الصحف عدة تقارير ومتابعات اخبارية ومقالات للزيارة واستقبال الرئيس حسني مبارك لاخيه خادم الحرمين الشريفين بالمطار يوم أمس مشيرة الى ان الزيارة توجت بعقد قمة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري بحثت الاوضاع في العراق ولبنان وتنفيذ مقررات قمة الرياض. واشارت الصحف الى ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله قد أطلع الرئيس حسني مبارك على نتائج جولته الاوروبية التي شملت بريطانيا والمانيا وايطاليا وتركيا. واشادت صحيفة /الاخبار/ في مقال للكاتب محمد عبدالمنعم بالمواقف التي يتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي تشيرالى تصميمه على إنتهاج سياسة واقعية متفتحة تتماشى مع المتغيرات المتلاحقة في عالم الالفية الثالثة وذلك في الوقت الذي يحرص فيه بشده على تاكيد الموقف السعودي في كل مايجري والاعلان عنه بصراحة ووضوح. واكدت ان زيارة خادم الحرمين الشريفين للفاتيكان وإجتماعه مع البابا بنديكت السادس عشر يعد الاول من نوعه وقد لاقت هذه الزيارة اهتماما بالغا في العالم المسيحي وعملت على احباط محاولات دوائر كثيرة دأبت على اشعال الموقف بين العالمين الاسلامي والمسيحي مستغلة طيش الجماعات الارهابية الساعية الى الصاق وصمة الارهاب بالمسلمين عامة. واضافت الاخبار في مقالها ان الفاتيكان قد أكد على أهمية الزيارة وانها جاءت للتأكيد على ان الحوار أصبح ضرورة عاجلة مشيرة الى ان خادم الحرمين الشريفين الذي وصل الى القاهرة يوم امس أستطاع إخماد نيران كريهة ومخيفة نشطت دوائر كثيرة على إشعالها على مدى أكثر من ست سنوات كاملة. وقالت الصحيفة في مقال لكاتبها بدر الدين أدهم انه عندما ياتي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى مصر للقاء الرئيس حسني مبارك فلا بد ان تكون المباحثات قد تناولت رسم معالم مستقبل الامة العربية والاسلامية خاصة قضايا فلسطين والعراق ولبنان وسوريا. واشارت الى ان فلسطين لم يفلح معها اتفاق مكهالمكرمة كما تعمد أبناؤها افشال حوار القاهرة اضافة الى الحالة المزرية التي يعيشها الفلسطينيون حاليا وفي لبنان أصبح البلد على فوهة بركان بسبب خلافات الفرقاء بسبب عدم إتفاقهم على تسمية رئيس وحل خلافاتهم الكبيرة. وشددت على ان القمة السعودية المصرية تأتي في توقيت مناسب جدا اذ لا زلنا في أجواء عقد المؤتمر الدولي للسلام وهي قمة لاعادة التأكيد لموقف حماية الحقوق العربية المشروعة في الصراع مع اسرائيل مشيرة الى ان السلام لن يكون الا إنطلاقا من مبدأ الارض مقابل السلام وتفريط ولا تنازل. **********----------********** كما نشرت الاخبار مقالا لعضو المجمع العلمي المصري والمجلس العلمي المصري للشئون الخارجية المستشار عبدالعاطي الشافعي اكد فيه انه في وقت تعاني فيه الامة العربية وقد أندلعت نيران الفتنة العمياء في كثير من البقاع والانحاء وتضاءل ما تعانيه الامة من الخصوم الالداء وفي غضون هذه الظلمة الحالكة الظلماء يبزغ في الافق بصيص من النور وضياء التفاؤل والرجاء مع لقاء زعيمين كبيرين وحكيمين مخلصين صادقين يحملان هموم العرب جميعا ويعملان بكل جهد دءوب وهمة من أجل كشف الغمة عن هذه الامة وتنقية الاجواء و إصلاح ذات البين وأستعادة الوئام والصفاء وتقوية التضامن العربي مع السير علي طريق التنمية والرخاء. وقالت ان لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مع الرئيس محمد حسني مبارك بالقاهرة نستشرف جميعا معه آفاق الخير للامة العربية كما نستشرف معه افاق المزيد من الخير للشعبين الشقيقين السعودي والمصري مشيرة الى ان للديار المقدسة وقيادتها مكانا مرموقا ومكانة لدي مصر الكنانة شعبها وقيادتها كما ان العلاقات المصرية السعودية هي علاقات ازلية متميزة ومزدهرة وتعد بحق نموذجا يحتذي للعلاقات بين الدول بعامة وبين الدول الصديقة والشقيقة بخاصة لان عوامل التاريخ والجغرافيا واللغة والعقيدة والثقافة والعادات والتقاليد كلها وشائج قوية وعري وثقي تربط الشعبين الشقيقين منذ فجر التاريخ. واوضحت الصحيفة ان افئدة المصريين تهفو دائما الي الديار المقدسة الي الحرمين الشريفين والي مثوي رسول الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم وآية ذلك أن أكبر اعداد الحجيج والمعتمرين المصريون كما ان المصري حينما يذهب الي المملكة العربية السعودية للحج أوالعمرة أوالعمل لا يشعر ابدا انه مغترب بل هو بين أهله وذويه وكذلك السعوديون حين يفدون الي مصر كإنما هم ينتقلون من وطنهم الي وطنهم فيشعرون بالدفء وبفيض من المودة والمحبة وكأنما المصريون والسعوديون هم شعب واحد في بلدين أثنين. وذكر الكاتب عبدالعاطي الشافعي بوصية مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز عبدالرحمن آل سعود طيب اللٌه ثراه الذي أوصي أبناءه البررة بالتواصل الدائم مع مصر وعدم الابتعاد عنها والحرص علي مودتها ومحبتها وقد أوفي ابناؤه الكرام بالعهد وأنفذوا هذه الوصية الغالية وظلت العلاقات المصرية السعودية متألقة ومتفوقة وبلغت هذه العلاقات ذروة تألقها وإزدهارها بفضل من الله تعالي ثم بفضل الاخوة العميقة الحميمة التي تجمع الزعيمين الكبيرين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس محمد حسني مبارك. من جانبها اكدت صحيفة /الجمهورية/ في مقال لرئيس تحريرها السابق سمير رجب ان التنسيق السعودي المصري في مجال السياسة الخارجية لايزال قائما على أسس متينة من الفهم المتبادل وإتساع الافق المشترك والرؤى السديدة المجردة عن مظاهر العنتريات الشهيرة مشيرة الى ان زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر تأتي وسط ظروف أقليمية ودولية صعبة وشائكة وفي توقيت أحسن اختياره تماما. وعلقت الصحيفة على القمة التي عقدت بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس حسني مبارك مشيرة الى ان خادم الحرمين الشريفين حرص خلال جولته الاوروبية على التأكيد على الثوابت العربية بالنسبة للقضية الفلسطينية وبالتالي الموقف بشأن مؤتمر السلام القادم الذي دعت اليه واشنطن لافتة الى ان زيارة خادم الحرمين الشريفين للفاتيكان كانت زيارة ذات معاني عميقه وابعادها شاسعة ويكفي ان خادم الحرمين والبابا بنديكت السادس عشر أعلنا في بيان مشترك ادانتهما للعنف والارهاب وفي نفس الوقت الذي طالب فيه جميع الدول والشعوب بالتكاتف للتصدي لتلك الظاهرة. **********----------********** وقال سمير رجب في مقاله بالجمهورية ان المملكة ومصر قد تعاهدتا منذ زمن طويل على ضرورة تكتيل جهودهما منذ تعرض الجدار العربي لهزة احتلال دولة الكويت في العام 1990م ومنذ ذلك التاريخ علت صيحة حق تنطلق من حناجر تؤمن باهمية النظام العربي المشترك وتدرك انه بدونه لابد ان يصاب الجسد بالوهن والضعف والهزال مشيرا الى جملة المصاعب والطعنات الموجعة التي تعرض لها العالم العربي وخاصة الغزو الامريكي للعراق وترسيخ الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين والالتفاق الدائم على الاتفاقات والمعاهدات الدولية. وخلصت الصحيفة الى انه مع ذلك كله فان الموقف العربي المتمثل في الموقف السعودي المصري لم يتراجع عن مواقفه قيد أنملة لانه اصحابه لايقولون الا ما يفعلون ولايفعلون الا ما يوقنون بانه حق وصدق وعدل فكان لزاما على الاخرين ان يعيدوا ترتيب أوراقهم وهذا في حد ذاته يكفي لاضاءة مشاعل النور في طريق سبق ان بدد الظلام معالمه. وأبرزت الصحف المصرية كذلك تصريحات المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد التي اكد فيها ان القمة كانت فرصة للتشاور في مختلف القضايا العربية والاقليمية والدولية وتاكيده على ان المواقف المصرية السعودية منسجمة ومتناسقة حيال مختلف القضايا في ظل التنسيق المشترك من قبل وزارتي الخارجية في البلدين. //انتهى// 1230 ت م