أولت الصحف المصرية أمس اهتمامهما بالقمة المصرية - السعودية بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري محمد حسني مبارك بمدينة شرم الشيخ. وبينت صحيفة الأهرام أن القمة المصرية - السعودية جاءت في وقت تمر فيه القضايا العربية بفترة تحتاج فيها إلى تنسيق، وتشاور مستمرين من القوى الفاعلة في العالم العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ومصر في محاولة لإزالة العقبات التي تعترض جهود حلها. وأكدت الصحيفة أن لكل من المملكة ومصر وزناً وتأثيراً في مجريات الأحداث بالمنطقة، خصوصاً في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس محمد حسني مبارك المعروف عنهما بالحكمة والتريث في اتخاذ القرارات، ولذلك يكون لكل إجراء يتخذه أي منهما صدقيته وتأثيره الإيجابي وهو ما تتضاعف إيجابياته عندما يتم التشاور والتنسيق بين البلدين الكبيرين. من جهتها، رأت صحيفة الأخبار أن القضايا العربية المهمة تحتاج بشدة إلى التنسيق والتشاور بين القاهرة والرياض. وبينت الصحيفة أن التعاون الثنائي بين المملكة ومصر سيكون له نصيب من محادثات الزعيمين، معربة عن ثقتها أن تسهم المحادثات الثنائية بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري في دفع التعاون الثنائي بين البلدين إلى مستوى أرقى وأفضل لمصلحة الشعبين. وأوضحت الصحيفة أن اللقاء الأخوي يستشرف معه الشعبان المصري والسعودي بخاصة والعرب عموماً آفاق الخير والأمن والرخاء لأنه لقاء الحكمة والمودة ولقاء المحبة الصادقة وحميمية الإخاء ولقاء يواكبه التفاؤل ويحدوه الرجاء. وأضافت صحيفة «الأخبار» في مقال لكاتبها عبدالعاطي محمود الشافعي بعنوان: «أهلاً وسهلاً خادم الحرمين الشريفين» إن العلاقات المصرية -السعودية كانت وما زالت وستظل أبداً متفوقة مزدهرة متألقة، موضحة أن هذه العلاقات بلغت اليوم ذروة تفوقها وازدهارها وتألقها في عهد الرئيس مبارك وأخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويشد عضده وليّ العهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز. وأوضح الكاتب أن الملك عبدالله والرئيس مبارك يحملان هموم الأمة العربية من دون أن يضيقا ذرعاً ولا تبرما يوماً، بل يواصلان العمل الشاق الدؤوب من دون كلل أو ملل في كل وقت وحين وفي الحل والترحال. وأعرب الكاتب عن ترحيبه بزيارة خادم الحرمين الشريفين في وطنه الثاني مصر بين ثمانين مليوناً من عارفي فضله ومحبيه الذين يتابعون في إعجاب وفخر وزهو وانبهار مسيرة النهضة الشاملة في المملكة والتقدم والعلم والازدهار التي يقودها الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمهارة وحكمة وفطنة واقتدار على نحو يشهد به الداني والقاصي. وخلص الكاتب إلى القول: «إن العلاقات المصرية - السعودية الأزلية والعريقة تعد النموذج الأمثل والمثل الأعلى والأفضل للعلاقات بين الدول في الماضي والحاضر والمستقبل.لافتاً إلى المحبة والمودة والتناغم والتلاحم الذي يربط بين الشعبين الشقيقين المصري والسعودي». كما ذكرت الصحيفة أن المحادثات تتناول عدداً من قضايا المنطقة وعلى رأسها تطورات الأحداث في لبنان التي يتم بحثها في ظل التنسيق المصري السعودي ورغبة البلدين الملحة في استقرار لبنان وإنهاء حال الاحتقان التي تسوده حالياً بما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين، كما تبحث القمة قضية العرب الأولى، وهي القضية الفلسطينية، إضافة إلي القضايا الإقليمية والعربية والعالمية. وأكد السفير المصري لدى السعودية محمود محمد عوف في تصريح ل«الأخبار» أن زيارة العاهل السعودي لمصر تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمرين بين البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والعربية والدولية، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات. وأكد السفير عوف أن الدور المصري والسعودي محوري ليس على مستوى المنطقة فقط بل على مستوى العالم بأسره. وقال: «إن القاهرة والرياض هما العمود الفقري للأمة العربية ويحملان همومها ويسعيان دائماً إلى تحقيق التضامن ولمّ الشمل العربي. وأوضح السفير أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والسعودية شهدت نمواً، مطرداً خلال الأعوام الماضية إذ احتلت الاستثمارات السعودية المرتبة الأولى بين الدول العربية المستثمرة في مصر والمرتبة الثانية على مستوى الاستثمارات العالمية، وقال هناك اتفاق مصري سعودي على زيادة التجارة البينية والوصول بها إلى (5 ) بلايين دولار 2011 مشيرا إلى أن التجارة بين البلدين ارتفعت من نحو800 مليون دولار في عام 2005 إلى نحو 4 بلايين دولار العام في 2009 . من جهته، أكد السفير أحمد قطان المندوب الدائم للسعودية بالجامعة العربية ان العلاقات المصرية السعودية مميزة وراسخة وتاريخية وان الظروف التي تمر بها المنطقة زادت من أهمية القمة المصرية السعودية خاصة التطورات على جميع مسارات عملية السلام وتطورات الوضع في لبنان. إلى ذلك، وصفت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم (الأربعاء) لمصر بالمهمة. وقالت الوكالة في تقرير بثته أمس إن لقاء خادم الحرمين الشريفين بالرئيس المصري محمد حسني مبارك يكتسب أهمية كبيرة في ضوء الملفات العربية والإقليمية المهمة التي من المنتظر أن يتم تناولها والتشاور بشأنها بين القائدين الكبيرين، فضلاً عن العلاقات الثنائية المميزة بين المملكة العربية السعودية ومصر وسبل تعميقها وتوسيع نطاقها في المجالات المختلفة، علاوة على ملف تعزيز العمل العربي المشترك. وأوضحت أن القمة السعودية - المصرية تكتسب كذلك أهمية إضافية في ضوء توقيتها الذي يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العديد من القضايا على الساحتين العربية والإقليمية.