تقوم الهيئة الملكية للجبيل وينبع بدور مهم في مراقبة البيئة داخل مدينتي الجبيل وينبع من خلال برنامج بيئي شامل يغطي كل عناصر البيئة ومن ضمنها برنامج جودة الهواء المحيط والذي يتم من خلاله رصد الملوثات الغازية الرئيسية في الجو ومراقبة عناصر الأرصاد الجوية التي تقوم بدورً مؤثرً في تحديد اتجاه مسار الملوثات ومستوياتها في الهواء المحيط. كما ان الهيئة الملكية تلزم جميع الصناعات الجديدة من خلال برنامج التصريح البيئي بتقديم المعلومات التقنية اللازمة عن عملياتها التشغيلية بما في ذلك الرسوم والمخططات الهندسية للمصنع حيث يتم تحليل هذه المعلومات الفنية وتحديد التأثيرات المحتملة نتيجة لأنشطة المصنع على البيئة ، وكذلك الحال بالنسبة للمنشآت القائمة التي تقوم بإجراء تعديل على وحداتها التشغيلية والتي قد تسبب آثاراً بيئية. وفي بعض الحالات قد تطلب الهيئة الملكية من المنشأة عمل دراسة تقييم بيئي يتم من خلالها تحديد حجم التأثير البيئي المتوقع على الهواء أو الماء أو التربة . وفي إطار سعي الهيئة الملكية نحو جلب وتطبيق التقنيات البيئية الحديثة فقد قامت الهيئة الملكية بينبع بإجراء دراسة علمية باستخدام برنامج حاسب آلي حديث لشركة ينساب التي تقوم حالياً بتشييد احد المشاريع البتروكيمائية بينبع الصناعية بهدف تحديد مدى تأثير أبراج تبريد المياه على البيئة المحيطة ، وهذا البرنامج من إعداد شركة /فلوينت / البريطانية التي تأسست في العام 1983 وهي الرائدة في ابتكار وتطوير أنظمة الحاسب الآلي المتخصصة في تتبع مسار واتجاه الانبعاثات الغازية والملوثات / سي ف دي / . وجدير بالذكر أن هذا البرنامج متعدد الاستخدامات ويصلح للأغراض الصناعية كحساب تدفق الهواء في المجال الجوي للطائرات وحتى الاستخدامات الطبية كعملية تقدير مستوى وصول الدم عبر الانابيب وغيرها . استغرقت هذه الدراسة المتخصصة قرابة الثلاثة أشهر وقام بها مختصون بالهيئة الملكية بالتنسيق مع الشركة الصانعة للبرنامج ببريطانيا مع الأخذ في الاعتبار عدة ظروف أهمها : ساعات الصباح وبعد الظهر خلال شهور الصيف وكذلك ساعات الصباح الباكر من شهور الشتاء. ورصدت الدراسة مدى تأثير الأبخرة المائية المتصاعدة من تلك الأبراج على مستوى الضبابية (الرؤية الأفقية) حول المصنع وفي انحاء مدينة ينبع الصناعية. وخلصت الدراسة إلى عدم توقع آثار بيئية ضارة من جراء انبعاث الأبخرة المائية من أبراج التبريد الجاري تشييدها من قبل شركة ينساب حالياً. كما توقعت الدراسة ظهور زيادة طفيفة في مستوى الضبابية على ارتفاعات أعلى بقليل من مستوى أبراج التبريد خلال ساعات الصباح من شهور الشتاء ووجود ارتاع طفيف في ترسب الأملاح خلال ساعات بعد الظهر من شهور الصيف. الجدير بالذكر أن الهيئة الملكية بينبع تستخدم برامج متطورة أخرى لإجراء دراسات توقعية لتتبع مسار الملوثات الغازية لتحديد تأثير الانبعاثات من الصناعات على مستوى الملوثات الغازية وحركتها على سطح الأرض. // انتهى // 1827 ت م