قالت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان الهجوم الذي تعرضت له قيادة الجيش الأمريكي قرب مطار بغداد أمس وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات يجب أن يجعل الإدارة الأمريكية تفكر من جديد في أوضاع قواتها بالعراق وأن تتوقف عن الحديث المتفائل الذي أصبح سمة لتصريحات مسئوليها خلال الفترة الأخيرة. ولفتت الى ان الهجوم يؤكد أن استنتاج القيادة العسكرية للجيش الأمريكي في العراق بأن حدة التمرد قد هدأت وأن الأوضاع في تحسن مستمر ليست صحيحة .. مؤكدة ان الارتكان إلى مثل تلك المقولات لن يؤدي إلا إلى استمرار تدهور الأوضاع دون أن تدرك واشنطن جوهر الأسباب المؤدية إلى ذلك. واضافت تقول لقد جادلت ادارة بوش لفترة من الزمن بأن حل أزمة الوجود العسكري الأمريكي في العراق يكمن في زيادة عدد القوات لمواجهة التمرد ثم عادت تلك الادارة لتقول إنها ستقوم بخفض عدد القوات بعد أن بدأت الأوضاع في الاستقرار .. مشددة على إن مبررات الادارة في الحالتين لم تكن صحيحة وكذلك قراراتها التي لم تسهم سوى في تفاقم الأوضاع سواء بالنسبة للأمريكيين أو العراقيين. ورأت الصحف إن الادارة الأمريكية التي ابتكرت عدة خرائط طريق لحل مشكلات كثيرة في العالم في حاجة إلى خريطة طريق للخروج الأمريكي من العراق .. مؤكدة اهمية أن تكون تلك الخريطة واضحة ومباشرة وتتضمن عدة خطوات تؤدي إلى انتهاء الوضع الراهن في توقيتات زمنية محددة. وطالبت الإدارة الامريكية بأن تستجيب لمطالب العراقيين وتحديد جدول زمني للانسحاب من العراق لأن ذلك كما تثبت الأحداث يوما بعد يوم هو الحل .. مشيرة الى إن الادارة الأمريكية لم يتبق لها في الحكم سوي نحو14 شهرا وعليها أن تنهي المشكلة التي خلقتها بدلا من ترحيلها إلى الادارة الجديدة أيا كانت ديمقراطية أم جمهورية. وفي الشأن الفلسطينى اهتمت الصحف بحديث الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن لأول مرة عن امكانية تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين في اطار أية تسوية سلمية للصراع المتفجر نتيجة اقامة دولة إسرائيل على أراضي فلسطين العربية المغتصبة وتشريد شعبها. وقالت ان هذا الموقف الجديد من جانب رئيس السلطة الفلسطينية يثير المخاوف من توسيع ساحة الصراعات الداخلية بين الفلسطينيين وتناثر الاتهامات بالتخاذل والتنازل في الوقت الذي اعلن فيه ايهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل أن شوط السلام مع الفلسطينيين مازال طويلا وتقف أمامه عقبات. وأكدت الصحف إن إسرائيل تحاول كسب الوقت وانتزاع التنازلات من السلطة الفلسطينية التي تدعي دعمها في صراعها مع خصومها .. مطالبة الفلسطينيين باستعادة وحدتهم بالحوار الفوري غير المشروط وتجنب اثارة القضايا التي تثير الخلافات الفلسطينية وتزيد المكاسب الإسرائيلية من صفقة لا يبدو حتى الآن أنها سوف تبرمها. وعلى صعيد مغاير ابرزت الصحف رفض رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي مؤخرا التعليق بجملة مفيدة على الغارة التي شنتها إسرائيل على سوريا الشهر الماضي واكتفت بالقول ان المهم هو تحقيق السلام بين دمشق واسرائيل .. موضحه ان رد بيلوسي ما كان ابدا ليكون كذلك لو كانت إسرائيل هي الجانب الذي تعرض للاعتداء عليه من جانب سوريا. وخلصت الصحف الى القول إن اعتداءات إسرائيل المتكررة سواء على سوريا أو لبنان أو الاراضي الفلسطينيةالمحتلة تتنافي تماما مع ما تدعيه بشأن رغبتها في السلام وكذلك قول بيلوسي ان الاهم هو تحقيق السلام .. وتساءلت قائلة كيف يتحقق السلام دون احترام كل طرف للآخر ومراعاته لحقوق الاخرين. // انتهى // 1042 ت م