إحتفل المسلمون في لبنان اليوم بأول أيام عيد الفطر السعيد وسط مظاهر وعادات وتقاليد وأجواء إيمانية واجتماعية معبرة إعتادوا على إحيائها عاما بعد عام بعد أن ورثوها من الأباء والأجداد. وعلى الرغم من أن عيد هذا العام مر على اللبنانيين بأجواء سياسية مقلقة نجمت عن استمرار تفاقم الخلاف بين الموالاة والمعارضة حول طريقة وموعد إجراء الإنتخابات الرئاسية كما الخلاف على طريق حل الأزمات السياسية والإقتصادية والمعيشية الضاغطة على الأوساط الشعبية إلا أن بهجة العيد وزهوته بقيت هي الأساس عند المحتفلين بحلول العيد السعيد الذي جاء بعد تأدية فريضة الصوم طاعة للمولى القدير والتمسك بأهداب ديننا الإسلامي الحنيف. ومن أبرز العادات والتقاليد التي دأب اللبنانيون على احيائها والتمسك بها تعزيز صلة الأرحام بالتئام شمل العائلات في حلقات لقائية أسرية عادة ما تكون على ولائم أو في رحلات الى البرية أو التوجه الى الأماكن الريفية أوالمنتزهات العامة أو المطاعم التي يكثر وجودها في مختلف المناطق اللبنانية الساحلية والجبلية وكذلك في منطقة سهل البقاع .. وتبادل التزاور بين الأهالي وأبنائهم وأحفادهم وجيرانهم وأصحابهم وحتى المقربين منهم تعزيزا لروح الألفة وروابط المحبة اللتين شدد عليهما ديننا الإسلامي الحنيف فضلا عن التهنئة بحلول عيد الفطر المبارك . وقد أدى المسلمون صباح اليوم صلاة العيد التي أقيمت في مساجد العاصمة اللبنانية بيروت ومختلف المناطق اللبنانية حيث أم سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني صلاة العيد في الجامع العمري الكبير بحضوردولة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وعدد من المسؤولين والشخصيات السياسية والدينية والإجتماعية ورؤساء جمعيات بالإضافة الى جمع غفير من المواطنين . ومما تميز به عيد هذا العام تمسك غالبية شرائح المجتمع اللبناني بمختلف طوائفهم وإنتماءاتهم بجعل العيد فرصة لتعزيز وتمتين الوحدة الوطنية والتشديد على التماسك بين عموم المسلمين على الصعيدين العائلي والوطني وقد تمثل ذلك بمسارعة كل من جانبه الى تهنئة الآخرين بحلول العيد المبارك وتضرعه الى الله عز وجل أن يعيده على الأمتين العربية والإسلامية ودولها وشعوبها بالخير واليمن والسؤدد والبركات . ومن مظاهر العيد أيضا الزحام الكبير الذي شهدته الأسواق التجارية والأماكن المخصصة خلال ايام وليال شهر رمضان المبارك لشراء الحلوى ومأكولات العيد وما لذ وطاب منها والألبسة الجديدة الجاهزة وما يحتاجونه من بضائع وأغراض وغيرها لإحياء المناسبة السعيدة التي ينتظرها عموم المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة كل عام . كما غصت المنتزهات والمقاهي والأماكن السياحية الأخرى المنتشرة في سفوح الجبال على طول الساحل والداخل اللبناني بالأولاد وعائلاتهم .. وأقامت العديد من الدور والجمعيات الإسلامية حلقات دينية وتثقيفية وإجتماعية كما قامت بتوزيع المساعدات على الفقراء والمساكين لادخال الفرح في نفوسهم ببهجة العيد ومناسبته الكريمة المباركة . كما نشطت الدعوات من قبل القيادات والمراجع السياسية والدينية التي أكدت على ضرورة تعزيز وتمتين أجواء الوحدة الوطنية والوفاق بين جميع شرائح المجتمع اللبناني . وعكست أجواء العيد في مناطق الشمال الفرحة العارمة التي عاشها مسلمو شمال لبنان وأهالي مخيمي نهري البارد والبداوي من اللاجئين الفلسطينيين لتمكن الجيش اللبناني من القضاء على ظاهرة ما يسمى بتنظيم / فتح الاسلام / الذي مارست عناصره كل أنواع الفساد والإرهاب ضد اللبنانيين . وكان الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إتخذا سلسلة من الإجراءات والتدابير الأمنية للمحافظة على أمن وسلامة وإستقرار المواطنين . // انتهى // 1004 ت م