دهلي الجديدة - مكتب «الرياض» - د. ظفر الاسلام خان موسكو - هلال الحارثي: احتفل مسلمو الهند بعيد الفطر أمس - الجمعة - وسط توتر ملحوظ وتواجد كثيف لرجال الشرطة في الأحياء الإسلامية وأمام المساجد خلال صلاة العيد. وكان قرار احتفال العيد قد أتخذ مساء الخميس بعد ثبوت الرؤية الفعلية لهلال العيد وفق ما اعتاده مسلمو الهند - 041 مليون نسمة - حيث توجد لجان أهلية لرؤية الهلال في كل مدينة وهناك لجنة أهلية مركزية في دهلي يتصل بها الأهالي واللجان المحلية بعد ثبوت الرؤية في مناطقها وتعلن اللجنة المركزية يوم العيد وكذلك بدء شهر رمضان بعد اقتناعها بالشهادات. والتوتر الذي شهدته مناطق المسلمين يوم العيد مرده الى التفجيرات التي وقعت في عدة أماكن بالعاصمة الهندية في الأسبوع الماضي وكانت هناك مخاوف من أن الطائفيين الهندوس ربما يستغلون المناسبة للثأر. وشوهد رجال الشرطة وجنود حرس الحدود عشية العيد يفتشون المارة في الأسواق . وقد تمت تعبئة ثلاثة آلاف شرطي في العاصمة الهندية وحدها لضمان الأمن خلال العيد. وكان رئيس الوزراء مان موهان سينغ قد عقد اجتماعا عشية العيد حضره كبار مسؤولي الأمن والشرطة لبحث الترتيبات لضمان الأمن خلال يوم العيد. وقال مسلمون انهم لقوا صعوبة في شراء مستلزمات العيد بسبب الإجراءات الأمنية. وأدى المسلمون في العاصمة الهندية صلاة العيد في المساجد الكبيرة وخصوصا في المساجد التاريخية مثل المسجد الجامع الذي بناه الإمبراطور شاه جهان في القرن السابع عشر الميلادي. وقد هنأ كبار قادة الهند مثل رئيس الجمهورية ونائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الشعبَ الهندي بمناسبة العيد الذي هو يوم عطلة رسمية لسائر مؤسسات الدولة. وقال رئيس الجمهورية الدكتور زين العابدين عبدالكلام مهنئا الهنود في كل مكان في العالم: عيد الفطر مناسبة سعيدة تأتي بعد شهر من الصوم والصلوات وهي تذكرنا بوجوب المبادرة لخدمة البشرية وإسعاد قلوب البشر. لنقدم - ونحن نحتفل بعيد الفطر - كل ما باستطاعتنا للذين أصيبوا بالحوادث والآلام في الأيام الماضية. وقال نائب رئيس الجمهورية بهيرون سينغ شيخاوات : إن القيم العظيمة المتمثلة في الرعاية والاهتمام والعطف التي نشاهدها في أعمال الخير خلال هذا العيد تظهر روحَ الأخوة والحب وبإمكانها بناء مجتمع إنساني ورحيم. وأضاف نائب رئيس الجمهورية: إن عيد الفطر يمثل حضارة الهند المشتركة. أما رئيس الوزراء مان موهان سينغ فقال في رسالته بمناسبة العيد: إن قلبي مع ضحايا الكوارث التي وقعت أخيرا مثل زلزال كشمير وحادث القطار في آندرا براديش وتفجيرات نيودلهي. إنني أرجو أن عيد الفطر سيجلب السكينة والقوة لأسر الضحايا. وفي كشمير أدى المسلمون صلاة العيد بأعداد كبيرة وبالبهجة التقليدية وأدى ضحايا الزلزال الأخير صلواتهم بجانب بيوتهم المهدمة. وأقيمت أكبر صلاة للعيد كالعادة في مسجد حَضْرَتْبال في سيريناغار الذي يحوي شعرة للنبي صلى الله عليه وسلم حسب اعتقاد الناس هناك. وأقيمت صلاة العيد في ميدان بولو في العاصمة الكشميرية الصيفية لأول مرة منذ 16 عاما بعد أن ظلت الصلاة في هذا الميدان محظورة لدواع أمنية. وفي ناغالاند في أقصى شمال شرق الهند احتفل مسلموها بعيد الفطر بالبهجة المعتادة وأقيمت كبرى صلوات العيد في مكان مفتوح في عاصمة الولاية (كوهيما) حضرها آلاف أدوا صلاة العيد بقيادة الشيخ بدرالدين القاسمي إمام المسجد الجامع في كوهيما. من ناحية اخرى، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة تهنئة إلى المسلمين في روسيا الاتحادية بمناسبة عيد الفطر المبارك، وجاء في البيان الذي أعلنه المكتب الصحفي للكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهنئ مسلمي روسيا بعيد الفطر حيث قال : يجسد عيد الفطر المبارك منذ مئات السنين سعي الناس إلى الكمال الأخلاقي، والرحمة والحنان ، وقد تميز مسلمو روسيا دائما بالتسامح والسعي إلى السلام وحسن الجوار والاهتمام بالأقربين. وأنا على ثقة بأنكم ستواصلون العمل من أجل تعزيز الوفاق والتعاون بين ممثلي مختلف الأديان، وتأكيد القيم والمثل الإنسانية العامة، ومضاعفة التقاليد الخيرة، ومساعدة المحتاجين. هذا وقد احتفل ملايين المسلمين في روسيا بحلول عيد الفطر المبارك عبر مشاهد واحتفاليات متنوعة ومظاهر إسلامية مختلفة من خلال إقبال العديد من المسلمين على المساجد منذ الصباح الباكر في تجمعات هائلة غصت بهم المساجد وضاقت بهم ساحاتها حتى أن الكثير منهم أدى صلاة العيد في الحدائق والساحات المجاورة سيما وأن حالة الطقس صبيحة يوم عيد الفطر كانت ملائمة إلى حد ما حيث توقفت كميات الثلوج عن التساقط منذ اليوم السابق وكان يوما مشمسا منذ طلوعه. وركزت خطب العيد هذا العام على نبذ الغلو والتطرف ومحاربة الإرهاب وتجنب العداء والبغضاء والحث على السلم والتآخي. كما تدفق عدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي من العرب والمسلين لأداء صلاة العيد وتقديم التهاني بهذه المناسبة الإسلامية السعيدة بسفارة خادم الحرمين الشريفين في موسكو وكان في استقبالهم أعضاء السلك الدبلوماسي السعودي في روسيا الاتحادية حيث تناول الجميع بعد أداء الصلاة القهوة العربية وحبات التمر حيث تبودلت التحايا والتهاني بالعيد. وأبرزت وسائل الإعلام الروسية المختلفة عبر أجندتها الصادرة صباح يوم العيد هذه المناسبة الإسلامية السعيدة مستعرضة عددا كبيرا من برقيات التهاني الموجهة للمسلمين والتي وردت إلى مجلس المفتين من كبار مسؤولي الدولة ورؤساء الجمهوريات والمقاطعات الروسية والبرلمانيين الروس بمناسبة عيد الفطر المبارك. كما تحدث عدد كبير من المسلمين عما قدمته المملكة العربية السعودية هذا العام من تسهيلات للمسلمين الذين أدوا مناسك العمرة خلال هذا العام.