حثت غالبية الصحف العراقية الصادرة اليوم الاثنين العراقيين الى الانتباه والحذر من المشاريع التقسيمية المطروحة لبلادهم والتي كان اخرها قرار الكونغرس الاميركي بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات فيدرالية على اسس طائفية وعرقية بحجة انهاء العنف في البلاد . وفي هذا السياق قالت احدى صحف بغداد أن على العراقيين أن يحتاطوا أزاء هذا المشروع وغيره من الافكار والمناهج التقسيمية لأن هناك بعض الكيانات تريد انشاء حكومة ضعيفة لاتسيطر على البلاد، لذلك فأنها تطالب بصلاحيات واسعة للاقاليم في حين المعروف في الانظمة الفيدرالية في جميع انحاء العالم أن الحكومة المركزية فيها قوية وتمسك بأهم مفاصل الدولة وهي السياسة الخارجية والقوات المسلحة والثروة الوطنية والاقتصاد . ونبهت الصحيفة انه اذا ماضعفت الحكومة المركزية فأنها لاتستطيع ادارة هذه المفاصل التي هي عماد أية دولة في قدرتها على ادارة أوضاعها الداخلية وعلاقاتها السياسية الخارجية. ولفتت الى ان البعض يعتقد أن التقسيم من مصلحته لأن وجود الدولة القوية يحد من نفوذه واستحواذه على ثروات البلاد، متهمة هؤلاء بانهم يدينون الطائفية السياسية بطابع لفظي فقط، في حين ممارستهم تدل على توجههم الحقيقي نحو التقسيم، كما أن بعضهم يعتقد أن ذلك سيخلص العراق من النزاعات الطائفية وما أفرزته من ممارسات مرفوضة كالقتل على الهوية والتفجيرات والتهجير القسري، ومع عدم انكارنا وجود هذه الصراعات والممارسات إلا أننا نعتقد أن التقسيم ليس هو الحل ودليلنا على ذلك مايحدث الآن عملياً في وسط العراق وجنوبه من صراعات هي ليست بين الشيعة والسنة حتماً، وكذا الأمر في النزاعات التي تحصل في الانبار فهي بين ابناء الطائفة الواحدة مما يؤكد عملياً ان التقسيم الطائفي وقيام أقاليم على هذا الأساس لايحل مشكلة الصراعات بل قد يزيدها تعقيداً وتقسيماً وانشقاقاً وخسائر في جميع المجالات . ودعت الصحيفة العراقيين على اختلاف اطيافهم الى الخروج من الأزمة عن طريق بناء الدولة القائمة على مبادئ المواطنة والمساواة بين العراقيين بغض النظر عن القومية والدين والطائفة والتعامل مع الجميع كما ينص على ذلك الدستور بمساواة أمام القانون والحقوق والواجبات . وخلصت الصحيفة الى القول ان الأمر والمصير يعود للشعب العراقي وحده وهو يقرر مايريد وليس بحاجة الى ان يرسم له الأجانب مهما كانت صفتهم مستقبله ومعالم دولته . وفي سياق متصل قالت صحيفة عراقية اخرى في معرض تعليقها على قرار الكونغرس الاميركي لقد أصيب الشعب العراقي باعلى مستوياته باحباط كبير ليس من خطورة الموضوع والقرار والمشروع الذي اتخذه الكونغرس الاميركي فحسب وانما من تقرير مصيره من قبل الاخرين والتدخل في شؤونه الداخلية لذلك بلغ الاسى والاسف اعلى درجاته من حيث ان الذي يحدد مستقبل العراق هو الشعب العراقي وليس الكونغرس الأمريكي.. فضلا عن انه لاتوجد قضية اجمع عليها العراقيون بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم مثلما اجمعوا على وحدة العراق ارضا وشعبا/. وفي شان محلي اخر ابرزت احدى الصحف مطاليبة رئيس الوزراء العراقي الاسبق رئيس حركة الوفاق الوطني أياد علاوي باجراء انتخابات مبكرة لاخراج العراق مما اسماه بالمأزق السياسي ونقلت الصحيفة عن علاوي قوله اننا نؤيد اجراء انتخابات مبكرة باشراف دولي ورقابة صارمة لكي لاتتكرر مهزلة الانتخابات السابقة وما رافقها من بطش وايذاء وتهديد وتزوير. وأضاف علاوي أن الانتخابات المبكرة هي احدى الخيارات لتصحيح المسارات في العراق وأن اختيار رئيس حكومة معتدل هو الاصح والانسب للعراق في هذه المرحلة وعن اللقاءات التي اجراها مع قيادات في حزب البعث نقلت الصحيفة عنه قوله إن اللقاءات جرت مع بعثيين وعناصر من المقاومة المسلحة ايضا وانها لم تجر مع حزب البعث ولكن يجب ان نميز بين عودة حزب البعث إلى الحكم وهذا ما لا اؤمن به وبين عودة البعثيين الذين لم يرتكبوا جرما إلى الدولة والعملية السياسية وهذا ماجرى مع البعثيين والمقاومة لا أكثر ولا أقل . // انتهى // 1427 ت م