ابرزت الصحف الاردنية الصادرة اليوم تطورات الاحداث الجارية في المنطقة وبخاصة الجارية في فلسطين ولبنان والعراق. واستنكرت الصحف في مقالات نشرتها قرار الكونغرس الداعي الى تقسيم العراق وجاء في هذه المقالات .. لقد حذر العقلاء في المنطقة مرارا من مخططات التقسيم والتفتيت التي تنتظر المنطقة برمتها ولم تأت هذه التحذيرات من موقع عاطفة أو اثارة للغبار في غير توقيت ومكان إذ أن جميع المعلومات المتسربة من دوائر صنع القرار في الولاياتالمتحدة ومراكز الدراسات الاستراتيجية التي تصنع القرار في واشنطن وفوقهما قوى الضغط السياسة والمالية المرتبطة بالصهيونية تؤكد ان وصفة التقسيم باتت مطروحة بكل قوة عبر بندين اساسيين .. أولهما ضرورة زيادة عدد الدول الصغيرة في المنطقة عبر تقسيم الكيانات الكبيرة الى كيانات صغيرة .. وثانيهما زيادة حدة العداوات والاحتراب بين هذه الكيانات الصغيرة لتكون المستفيدة الوحيدة في المحصلة هي اسرائيل التي لن يهدأ لها خاطر قبل ان ترى العالم العربي وقد انجب ثلاثين دولة ويزيد. اننا نجدد التحذير من الانسياقات من دون وعي وراء دعاوى اثارة الفتن في الدول العربية على خلفيات طائفية أو مذهبية أو عرقية أو على خلفية الحقوق الفائضة أو المنقوصة أو التقاسم الوظيفي فجميع هذه المطالبات تأتي في سياق اوسع هو الرغبة الامريكية بتفتيت الكيانات العربية من الداخل واستبدال الحروب الخارجية المكلفة ماليا وسياسيا بحروب داخلية بين ابناء الامة الواحدة بحيث يكون هؤلاء دعاتها ووقودها في الدرجة الاولى .. واذا كانت هناك احيانا مطالبات مشروعة للبعض فالواجب ان يعرف هؤلاء بين المطالبة حين تكون وطنية وحين تتحول الى معول يهدم جدار هذه الامة ويقوضها من الداخل. وقالت .. ان المتتبعين لما يجري مثلا على الساحات الفلسطينية والعراقية واللبنانية والصومالية والسودانية يرى ان جوهر المشكلة واحد وكلها وصفات تختلف في مسمياتها وتفاصيلها لكنها تؤدي الى نوعين من التفتيت والتقسيم .. الاول مانراه في الحالة العراقية التي توشك ان تلد ثلاثة كيانات جديدة مقسمة فعليا ومعترف بها دوليا .. والثانية التقسيم الاقرب الى الشقاق الداخلي باعتباره ظلا من ظلال التقسيم الرسمي كما نرى في فلسطين والعراق والسودان بحيث تنقسم هذه المجتمعات على بعضها البعض وتصبح عودة اللحمة الوطنية الى سابق عهدها امرا صعبا وربما مستحيلا في بعض الحالات. وحذرت الصحف الاردنية من المخططات المعدة لضرب المزيد من الدول العربية .. وقالت إن المنطقة العربية وقد كان بها النفط نعمة انقلب الى نقمة ومعه نقمة الاحتلال معرضة اليوم إلى اسوأ وآخر مخططات الهدم والتقسيم وهي المخططات التي لن تتوقف ما لم يأخذ العرب موقفا واحدا موحدا تجاه هذه المخططات عبر الاجتماع على كلمة سواء والاعلان عن موقف عربي حازم وفعلي على الارض ضد تقسيم العراق وضد نزعات التقسيم التي تطل برأسها في دول اخرى والمراهنة على الوقت هنا قاتلة اذ أن كل دقيقة صمت عربية تقابلها سنة من الهدم وانفاذ مخططات تخريب المنطقة واعادتها الى الوراء. // انتهى // 1102 ت م