تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ سنوات احتجاز المئات من جثامين الشهداء وذلك في إنتهاك صارخ لكافة المعايير الدولية والقيم الإنسانية والأخلاقية . وقال عبد الناصر فروانة الباحث المتخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية في تقرير له اليوم //ليس هناك من دولة في العالم مهما كانت طبيعة نظامها تمارس هذه السياسة سوى إسرائيل فهي الوحيدة في العالم التي تعاقب الإنسان بعد موته من خلال إحتجاز جثته في الثلاجات لفترة من الزمن قد تمتد لسنوات أودفنه في ما يسمى مقابر الأرقام الجماعية//. وأضاف تعمدت إسرائيل منذ بداية احتلالها لباقي الأراضي الفلسطينية عام 1967 إلى معاقبة الشهداء بعد موتهم وحرمان ذويهم من إكرام شهدائهم ودفنهم وفقا للشريعة الإسلامية وأحيانا أخرى تستخدم هذه الجثامين ورقة للمساومة والإبتزاز.ولا يقتصر احتجاز جثامين الشهداء على منفذي العمليات الفدائية أومن استشهدوا خلال إشتباكات مسلحة بل تحتجز قوات الاحتلال الإسرائيلي أيضا جثامين عدد من الشهداء الذين أغتالتهم وحداتها الخاصة أو ممن توفوا في السجون الإسرائيلية ولا زالت تحتجز عشرات الجثامين لشهداء فلسطينيين وعرب سقطوا في ظروف مختلفة وتلك الجثث تحتجز في ثلاجات أوفي مقابر سرية تقع في مناطق عسكرية مغلقة ويمنع زيارتها أوالاقتراب منها أوحتى تصويرها وهي خاضعة لسيطرة الجيش الاسرائيلي ووزارة الحرب الاسرائيلية. وأكد الباحث الفلسطيني أن إسرائيل لجأت للعديد من المبررات لمواصلة إحتجازها للجثامين حيث تدعي بأنها تحتجز الجثامين إلى حين الانتهاء من تشخيصها اوأنها تحتجزها للفحص في حين أن ادعاءاتها باطلة لأن التشخيص والفحص لا يتطلبان احتجاز الجثامين لسنوات عدة فاحتجازها للجثث بهدف الضغط والإبتزاز السياسي وأحيانا تشترط الإفراج عن الجثة مقابل تلبية شروط معينة. وقال فروانة //ما بين السجون السرية الإسرائيلية ومقابر الأرقام السرية ترابط وثيق وإن عشرات بل مئات الأسرى الفلسطينيين والعرب الذين أختفوا منذ سنوات واعتبروا في تعداد المفقودين إما أن يكونوا قد اختفوا في السجون السرية وإما يقضون حكما بالسجن لسنوات في ثلاجات الموتى وإما دفنوا في مقابر الأرقام السرية وللأبد وبالتالي يجب فتح ملفي المفقودين وجثث الشهداء المحتجزة// . وطالب الباحث فروانة الجهات المختصة في السلطة الوطنية الفلسطينية بضرورة تفعيل ملف الجثث المحتجزة داخل إسرائيل وإعادة الجثامين المحتجزة داخل الثلاجات ومقابر الأرقام إلى أهلها ودفنها وفقا للشريعة والطريقة الإسلامية. // انتهى // 1309 ت م