أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن القاهرة والرياض يحرصان دوما علي تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة بينهما بما يحقق المصالح المشتركة بين مصر والمملكة العربية السعودية وبما يعلي من شأن الأمة العربية ويمهد السبل لحل الخلافات ومعالجة القضايا العربية مشيرة في هذا الإطار الى الاتفاقية التي وقعها امس في القاهرة وزيرا خارجيتي البلدين لإنشاء لجنة للتشاور السياسي لبحث كل جوانب العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة. ونقلت الصحف تأكيدات صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية في هذا السياق بأن التنسيق المصري السعودي هو أمر سابق علي توقيع هذه المذكرة التي تمثل تثبيتا لأمر واقع وليس شيئا جديدا مؤكدة ان هذا التوضيح المهم يضفي دلالة سياسية وتاريخية بالغة الأهمية علي مسار العلاقات التاريخية الوثيقة بين مصر والمملكة. واضافت أن تلك العلاقات ترتكز علي التنسيق والتحرك المشترك لتحقيق مصالح البلدين فضلا عن مصالح الأمة العربية مؤكدة أن هذه العلاقات المصرية السعودية ترسخت بفضل توجهات زعيمي البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك واللذان لا يدخران وسعا لدعم وتعزيز العلاقات بين القاهرة والرياض بما يحقق التحرك والتنسيق المشترك بين الدولتين تجاه كل القضايا الإقليمية انطلاقا من تطابق مصالحهما الاستراتيجية ونظرتيهما إلي تطورات الأحداث في المنطقة. واهتمت الصحف بالاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب والذي عقد بالقاهرة أمس مؤكدة أنه اكتسب أهمية سياسية بالغة لأنه عقد في وقت دقيق تتكاثف فيه الجهود والاتصالات العربية والدولية لمحاولة التوصل إلي حل للقضايا الساخنة في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة العراقية والوضع المتوتر في لبنان. ودللت الصحف على تلك الاهمية بقولها أن اجتماع وزراء الخارجية العرب جاء وسط سلسلة من الاجتماعات والمشاورات العربية والدولية الرامية إلي إمكان حل القضايا العربية منوهة بما ناقشه الاجتماع من نتائج مباحثات وزيري خارجية مصر والاردن في إسرائيل ضمن ما تم تعريفه بالترويج لمبادرة السلام العربية والسعي إقليميا ودوليا للعمل علي تفعيلها. وقالت الصحف أن هذا التعريف يوحي بأن هناك تقصيرا ما من الجانب العربي في إبراز الجوانب الإيجابية في مبادرة السلام التي تستند لمبدأ الأرض مقابل السلام كما تستند لقرارات الشرعية الدولية المثبتة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفي مقدمتها حقه في استرداد أرضه المغتصبة وعودة اللاجئين مؤكدة أنه وعلي العكس من ذلك فإن تبعة عدم تفعيل المبادرة العربية منذ انطلاقها من بيروت عام 2002 تقع علي الجانبين الإسرائيلي والأمريكي اللذين تشاركا في إخماد الفاعلية المنتظرة لهذه المبادرة وتحويلها إلي أداة لكسر جدار التطبيع وهو الورقة الباقية في يد المفاوض العربي بعد انهيار جدار العمل العربي المشترك بفعل الانشقاقات العربية والمؤامرات الخارجية. ورأت أن أفضل وسيلة لتفعيل مبادرة السلام هي استعادة العافية للعمل العربي المشترك فهو القادر علي تحقيق ما فشل فيه تقديم التنازلات وإبداء النوايا الحسنة وكأننا المعتدون علي غيرنا المحتلون لأرضهم. //يتبع// 0949 ت م 0649 جمت NNNN 1002 ت م