في مواجهة الصعوبات التي كانت تفرضها طبيعة الحياة الصحراوية، كانت الأسر تحاول أن تؤمن كل ما تحتاجه من خلال المصادر الموجودة في الطبيعة، لذلك ازدهرت العديد من الحرف اليدوية، فمارس أهلي // الجوف // معظم الحرف اليدوية التي توارثوها جيلاً بعد جيل، والموروث الاجتماعي يسجل في منطقة الجوف العديد من هذه الحرف المهمة التي ساهمت في تحسين الأوضاع الاجتماعية على مدى فترات تاريخية سابقة.. ومن هذه الحرف.. / حرفة السدو .. تعد حياكة الصوف والوبر .. من أقدم الحرف التقليدية في منطقة الجوف، ويطلق الناس على عملية الحياكة هذه // السدو// وهي في اللغة تعني المد والاتساع، لكنها في عرف أهل البادية مد خيوط الصوف بشكل أفقي وحياكتها، ومن المنسوجات المشهورة في المنطقة .. بيوت الشعر، والسجاد, والبسط، والمخاد، والمراكي، والخروج، والعدول، والمزاود، والشّمال، والمقاليع، والعقل، والسفايف، ومن أبرز الملابس المنسوجة في المنطقة // العباءة الجوفية // وقد أشار الرحالة جورج أوغست والن الذي زار الجوف عام 1845 - 1261ه إلى أن أهل الجوف يبيعون الحصير والعباءات التي يشتهرون بنسجها من النسيج الخشن، وهي دافئة وقوية وتؤخذ إلى مكة، حيث يكون عليها طلب كثير خلال موسم الحج. كما أشارت الرحالة الليدي آن بلنت التي زارت الجوف عام 1295ه إلى أن من صناعات الجوف : الخراطيش والعباءات الصوفية، والأولى رائعة مطرزة بالفضة، والثانية مصنوعة من الصوف الذي يجلب من بغداد، وقد اشترى مرافقها واحدة منها بستِّ مجيديات ونصف . وقد أكد الرحالة جوليوس أوتنغ الذي زار الجوف عام 1883م - 1301/1300ه أنه يوجد عدد محدود من الورش اليدوية التي تختص بدباغة الجلود وصنع الصنادل والسروج والملابس والعباءات . كما أكد الرحالة ارتشيبالد فوردر الذي زار الجوف عام 1901م - 1318ه أن الرجال في الجوف يصنعون عباءاتهم بمغازلهم العتيقة، ويعرضون ما فاض عن حاجتهم على السوق، وقد اشتريت عباءة لقاء ثلاثة دولارات ونصف، كما رأيت الرجال يصنعون العقال، كما أن عمل حقائب السروج والسجاد هي ضمن الصناعات اليدوية بالجوف . وأكد أيضاً الرحالة اس . اس بتلر الذي زار الجوف عام 1908م - 1325ه أن الصناعة الرئيسة هنا هي نسج العباءات وحقائب السروج، وأغطية رؤوس الجمال، وصناعة السيوف، وفي سكاكا أيضاً ينسجون العباءات الفاخرة، وهذه العباءات معروفة في دمشق وبغداد . //يتبع// 1112 ت م