من الأمور التي أقرها الدين الحنيف والتي أشتهر بها العرب في الجاهلية مكارم الأخلاق وذلك لحسن فضيلتها وعلو شأنها وشأن صاحبها ، ما هي مكارم الأخلاق ؟ وماهي فضيلتها ؟ ولماذا أقرها ديننا الحنيف ؟ تعال معي عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة لنبحر ونتعرف على هذه الفضيلة التي إن أحييناها بيننا ... إزدانت حياتنا ... شرع الله تعالى بر الوالدين والعفة وصلة الرحم والكرم وأداء الأمانة والمروءة، وغيرها من المكارم التي يخالق الناس بها بعضهم بعضاً، فتستقيم أحوال جماعتهم وينصرفون إلى كسب معايشهم، وجعلها تكليفات تنظم عامتهم، وندبهم إلى العفة والطهارة والشجاعة والصدق والحياء والقناعة والصبر والحلم وما شاكلها من الفضائل، التي تزكو بها أنفسهم، ويبلغون الغاية من إنسانيتهم، وحذرهم من الرذائل كالكذب والعقوق والبخل والطمع ونهاهم عنها ، كما نهاهم عن الشقاق والخصام والتطاول مما لا يحمد عقباه ويفسد الخلق ، فأمرهم بالتجاوز عن الإساءة ، بل والإحسان للمسيء فعسى ذلك أن يبدل عداوته وتنقلب إلى محبة . قال تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة ويُزكِّيهم إنك أنت العزيز الحكيم [البقرة آية 129 ، قال عز وجل: هو الذي بَعَث في الأمّيين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويُزكِّيهم ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلال مبين الجمعة آية 2 ، روى البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحِشاً ولا مُتفحِّشاً وكان يقول: ( إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً ) ، وروى الترمذي عن معاذ أنّه عليه السلام قال له: ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تَمْحُها، وخالق الناس بخُلُق حسن ) ، روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم ( إنّما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق ).وفي رواية ( صالح الأخلاق ) ، قال الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا والله لو أن كل واحد فينا تحلى بمكارم الأخلاق (بينه وبين أفراد حيه ) ( بينه وبين جاره ) ( بينه وبين زملائه بالصف ) ( بين المعلم وطلابه ) ( بين المدير وموظفيه ) ( بين الزوج وزوجة ) ( بين الأبوين واولادهم ) ... لزدانت لنا ولهم الحياة ... ونلاحظ بالذات بالإدارات والمكاتب (بين المراجع والموظف ) ، أصبحت الابتسامة وسعة الصدر والخلق الجميل عند كليهما نادرة بحيث يتهيئ لناظر انهما اعداء ، أين هم من مكارم الأخلاق . أتعلم أنها سبب لتآلُف القلوب روى مسلم: ( الأرواح جنود مُجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ) ، وتجعلك تستحِقّ الجنة روى أبي داؤود: ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقَّاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً وببيت في أعلى الحنة لمن حسن خلقه ) ، حتى أنها تجعلك تكون في درجة الصُّوَّام القّوَّام روى الإمام أحمد : ( إن الرجل ليُدرك بحسن خُلُقه درجة الصائم القائم ) . ما أروع مجتمع نسمو فيه بمكارم أخلاقنا ، تخيل عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة هذا المجتمع وانت به فرد ألا تحب ان تراه ، لنتعاون أنا وأنتي ولنكن نقطة التغيير للأفضل ولسمو نحو الرقي بالذات ، فصحيح أننا لا نستطيع تغيير الكل بلحظة ولكن كن متأكداً وكوني متأكدة أن بتلك اللحظة سنغير شيئاً كثيراً ، دعوتي لنا جميعاً بالتوفيق ونحو مجتمع يسمو ويرتقي أفراده بمكارم الأخلاق . بقلم / خالد بن منصور بن ناصر النفيعي