أكدت دراسة أوروبية مستقلة نشرت في بروكسل إن المصير الذي آلت إليه ما يطلق عليها بخريطة الطريق في الشرق الأوسط والتي صاغتها اللجنة الرباعية الدولية لا يمكن تنفيذها بشكل فعلي وبدون التزام الأطراف المعنية مباشرة بها وفي مقدمة ذلك إسرائيل التي رفضت التعامل معها بجدية. وحذرت الدراسة التي أطلقتها مؤسسة بيرتلسمان للدراسات السياسية ومقرها بروكسل وتمحورت حول علاقة الاتحاد الأوروبي بعملية السلام في الشرق الأوسط من المتاعب العملية التي ستعرض مهمة مبعوث الرباعية المعين رئيس وزراء بريطانيا السابق /توني بلير/ والذي سيستلم مهامه رسميا خلال اجتماع سيعقد بداية أغسطس المقبل وسترعاه الرئاسة الدورية البرتغالية للتكتل. وبينت الدراسة الأوروبية انه من الضروري ونظرا للعديد من المعطيات الموضوعية عدم اعتبار خريطة الطريق التي صيغت عام 2003م وتم بلورتها على أساس قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية كخطة عمل فعلية وإنما اعتبارها كمجرد قائمة مبادئ وكأفق يمكن ان يدفع في اتجاه بلورة حل سلمي. وركزت الدراسة على المعوقات التي واجهت وتواجه خطة الطريق بسبب تغير المعطيات على الأرض. ويقول الدبلوماسيون الأوروبيون ان شكوكا كبيرة تخيم على مهمة مبعوث الرباعية الدولية /توني بلير/ لعدة عوامل موضوعية وأهمها انعدام وضوح الرؤيا بشان تعامله المقبل مع كافة الأطراف الفلسطينية أولا وثانيا الشكوك حول قدراته الفعلية على الحصول على دعم الولاياتالمتحدة الكامل في مجالين رئيسين وهما أولا تسخير مقدرات مالية واقتصادية ضرورية لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني ودعم مرافق السلطة الفلسطينية وثانيا جر الولاياتالمتحدة للضغط بشكل فعلي على إسرائيل ودفع الحكومة الإسرائيلية نحو تغيير الواقع العسكري والأمني على الأرض و إحداث انفراج فعلي داخل الأراضي المحتلة ورفع القيود عن الفلسطينيين. كما يقول الدبلوماسيون ان مقاطعة الاتحاد الأوروبي لجزء من السلطة الفلسطينية في غزة يحد من دوره بشكل جوهري ويجعله بدون هامش مناورة يذكر على ارض الواقع. // انتهى // 1459 ت م