شارك عشرات من المسئولين والخبراء الأوروبيين والصينيين والأفارقة في فعاليات مؤتمر خاص عقد اليوم في بروكسل وكرس لمعاينة تداعيات تنامي الحضور الصيني في القارة الإفريقية وتحديدا على سياسيات التكتل الأوروبي تجاه القارة. ويشعر المسئولون الأوروبيون في بروكسل وغيرها من العواصم الأوروبية بتصاعد ثقل و تنامي الدور الصيني في القارة وسعي / بكين / للحلول كشريك وكمخاطب للدول الإفريقية بدل المستعمر الأوروبي السابق. واكتسحت الصين حسب الدراسات والتقارير المختلفة مواقع في القارة الإفريقية كان يتبوؤها الأوربيون في مجالات التجارة والاستثمار وحتى في المجال الاستراتيجي والعسكري. وقدمت المفوضية الأوروبية التي ترعا حاليا العلاقات مع زهاء خمسين دولة افريقية دراسة حول ما تعتبره بفرص التنسيق مع الصين مستقبلا لحفز التنمية في القارة الإفريقية ودعم الاستقرار الاجتماعي. ولكن الخبراء الذين شاركوا في فعاليات مؤتمر بروكسل يعتبرون ان الصين قطعت شوطا متقدما في تعاملها على حساب الأوروبيين في إفريقيا وانه سيصعب التعامل معها بسبب تباين آليات التعامل الأوروبية التقليدية مع حيثيات الحضور الصيني القوي في عدة مناطق من إفريقيا وخاصة في مناطق المعادن والثروات الطبيعية. وقال المبعوث الصيني الخاص لإفريقيا ليو غويجان / في مداخلة له أمام فعاليات مؤتمر بروكسل ان الصين تتفهم بشكل أفضل حاجات القارة الإفريقية مقارنة مع الإستراتيجية الأوروبية المتبعة حتى الآن. وبين المسئول الصيني ان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يمثلان شركاء مهمين لإفريقيا ولكن طبيعة العلاقات الصينية الإفريقية مختلفة لكون الجانبين يعتبران من الدول النامية وان التعاون بينهما هو تعاون أفقي جنوب / جنوب. ودحض المسئول الصيني الاتهامات الأوروبية بان بكين تقدم مساعدات واليات استثمار وتمويل في إفريقيا بدون اعتبار طبيعة الحكم والنظم السياسية. وقال ان بكين لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول النامية على خلاف الاتحاد الأوروبي الذي يقدم مساعداته عبر شروط قاسية. وذهب السفير الصيني لدى الاتحاد الأوروبي / غيان شانغيان / الى ما ابعد من ذلك خلال المؤتمر عندما اتهم الأوروبيين بأنهم غير قادرين على التخلص من ثقل الإرث الاستعماري لهم. ورفض ممثل المفوضية الأوروبية التعليق على اتهامات السفير الصيني والتي جائت في وقت تصاعدت فيه الانتقادات الأوروبية لموقف الحكومة الصينية تجاه الموقف في دارفور تحيدا. وتقول المفوضية الأوروبية انها تراجع آليات تعاملها مع إفريقيا وتريد ضمن تنسيق ليس مع الصين فحسب بل مع الأطراف الدولية والإقليمية الاخرى والهيئات النقدية. // انتهى // 1911 ت م