اكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان القمة الرباعية التي عقدت مؤخرا في شرم الشيخ اتسمت بالمصارحة المطلقة سواء في مشاورات المشاركين فيها علي المستوي الثنائي أو في مشاوراتهم الموسعة بما يعكس إدراك الجميع بخطورة الوضع الراهن والفترة العصيبة التي يجتازها الشعب الفلسطيني. وشددت على إن القمة الرباعية أكدت من جديد أن السلام هو الحل ليس فقط لوقف نزيف الدم بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وإنما لأنه جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط والمفتاح لحل بقية الأزمات التي تعانيها شعوب المنطقة. واستعرضت الصحف النتائج التي خرجت بها القمة والتي منها تأكيد التزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتحويل المنتظم لمستحقات السلطة الوطنية الفلسطينية من أموال الضرائب والجمارك الفلسطينية بما يكفل أن يحصل الشعب الفلسطيني كله على عوائده من هذه المستحقات مما ينعكس على حياته اليومية وتخفيف معاناته وكذلك الاتفاق على استكمال ما لم ينفذ من التفاهمات التي توصل إليها الرئيس الفلسطيني /محمود عباس/ مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون بشرم الشيخ في8 فبراير عام2005م على أن يكون تنفيذ هذه التفاهمات بمثابة مرحلة أولى من إجراءات بناء الثقة لتقود إلى العودة إلى مائدة المفاوضات. ونوهت في هذا الاطار بتاكيد القمة على استمرار الدور المصري الفاعل في دفع جهود السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والسعي لإعادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات وإنهاء دائرة العنف المفرغة التي يدور فيها الجانبان منذ سنوات طويلة بالاضافة الى تفعيلها اللجنة الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة والاتفاق على عقد اجتماعات دورية منظمة بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي تتناول جميع القضايا المطروحة على جدول أعمال هذه اللجنة بما في ذلك الأفق السياسي الذي يتناول موضوعات الحل النهائي ويمنح الشعب الفلسطيني الأمل في إقامة دولته. ومضت تقول أن اهم نتائج القمة هو التأكيد على أن العودة إلي الحوار بين أبناء فلسطين وإنهاء التداعيات التي ترتبت على سيطرة حماس على قطاع غزة ودعم الشرعية الفلسطينية وإنهاء الخلافات وتوحيد الصف الفلسطيني هو ضرورة حالة لا تحتمل التأجيل مشيرة. ولفتت الصحف في هذا السياق الى تصريحات الرئيس مبارك بحتمية العودة الى الحوار بين الفلسطينيين سعيا وراء حل هذه الازمة المستعصية التي تنذر بالقضاء على الحلم الفلسطيني باقامة دولة مستقلة كاملة السيادة على حدود 1967 . موضحه ان كلمات الرئيس /مبارك /جاءت لتزيح سحابة التراب التي غطت الساحة الفلسطينية والتي دفعت البعض الي الاعتقاد بان مصر اخذت جانب طرف على حساب طرف آخر في هذه الازمة وانها تتخلي عن جزء من ابناء الشعب الفلسطيني شاء حظهم العاثر ان يخضعوا لسيطرة جماعة أعمتها شهوة السلطة عن رؤية المصالح العليا للشعب الفلسطيني. ورات أنه كان لابد من اعادة التأكيد مرة اخرى ومرات على ان مصر لا تنحاز الى طرف على حساب آخر وانها لا تقف الى جانب الرئيس محمود عباس بوصفه زعيما لحركة فتح بل لأنه الرئيس الشرعي المنتخب الذي يمثل الشعب الفلسطيني كله وانها لم تدع الى قمة من اجل مساندة فصيل ضد آخر بل لدفع عملية السلام وايجاد المناخ الملائم لاستئناف الحوار بغية فتح ملفات الوضع النهائي وتحقيق حلم الفلسطينيين في انهاء الاحتلال واقامة الدولة. وشددت على ضرورة عودة الجميع على الساحة الفلسطينية الى جادة الصواب والاحتكام الى العقل بعد ان تزول ثورة الغضب .. مشيرة الى اهمية أن يبادر العقلاء بالعودة الي مائدة الحوار والتفاوض املا في الخروج من هذا النفق المظلم ورسم آفاق رحبة تفتح الباب مجددا امام الشعب الفلسطيني لتحقيق حلمه واستعادة حقوقه المغتصبة. وتطرقت الصحف في سياق متصل الى مذبحة غزة والتي قتلت القوات الإسرائيلية فيها أمس ثلاثة عشر فلسطينيا وأصابت آخرين في القطاع خلال سلسلة من الاعتداءات بالصواريخ من الجو والتوغلات في اتجاهات عدة من القطاع في محاولات منها لتصفية رجال المقاومة .. مؤكدة ان اسرائيل تواصل بذلك سياستها التي تستهدف سحق المقاومة الفلسطينية الصلبة وتيئيس الشعب الفلسطيني عن تحقيق أهدافه العادلة والمشروعة وتكريس الانقسام القائم عليها بين قطاع غزة والضفة الغربية عن طريق القتل العمد للفلسطينيين في غزة حيث تسيطر حماس والتلويح بالإفراج عن أسرى فلسطينيين من فتح المسيطرة على الضفة وغير ذلك من الوسائل التي يلجأ إليها المحتلون عادة لتفرقة صفوف المقاومة. وخلصت الصحف الى القول بأن دم الشهداء الذي سال أمس في غزة على أيدي قوات الاحتلال هو دم كل فلسطيني في غزة أو الضفة أو في أي مكان لجأ إليه الفلسطينيون في انتظار يوم العودة وهم يشعرون الآن بالألم والأسى لما حدث من انقسام ينبغي على الجانبين ازالته بلا شروط أو مبررات لأن العدو لن ينتظر. // انتهى // 0955 ت م