دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس الدول الافريقية الى اعتماد سياسات وطنية ناجعة ترتكز على تحقيق تنمية مندمجة وشاملة. وأكد الملك محمد السادس في رسالة وجهها للمشاركين في أعمال المؤتمر الإفريقي الأول حول التنمية البشرية الذي انطلق اليوم بالرباط أن تحقيق هذا الهدف يمر حتما عبر إرساء دعائم الاستقرار والأمن والسلم وترسيخ الديمقراطية والنهوض بحقوق الإنسان, ونهج الحكامة الجيدة, واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية, وتماسك نسيجها الوطني, وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والتوافقية, القائمة على مراعاة حسن الجوار والأخوة الصادقة. و دعا العاهل المغربي أيضا البلدان الافريقية الى الاعتماد على أنفسها وتسخير كل الوسائل المتاحة لديها من أجل التوظيف الأمثل للطاقات التي تتوفر عليها مؤكدا ان التنمية البشرية التي أصبحت تتصدر أولويات المجتمع الدولي منذ قمة الألفية سنة 2000م تعتبر الأداة الناجعة لإشراك مجموع ساكنة القارة من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي لبلدانها. واضاف أن ذلك يقتضي من البلدان الافريقية وضع خطط وبرامج تنموية خاصة تعتمد على واقعية إمكاناتها ومواردها الذاتية تستهدف ميادين التربية والصحة والمحافظة على البيئة ومحاربة الفقر والإقصاء. وأبرز الملك محمد السادس في رسالته التي تلاها أمام المشاركين وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى أهمية آليات التعاون جنوب - جنوب التي تفتح آفاقا واعدة أمام البلدان الإفريقية في زمن التكتلات الاقتصادية التي تفرضها إكراهات العولمة. وأبرز العاهل المغربي من جهة اخرى الأهمية التاريخية للمؤتمر الافريقي الاول حول التنمية البشرية بالرباط كإطار جماعي تشاركي لبلورة الأهداف الإنمائية الكبرى للألفية في أفق استحقاق 2015م ضمن استراتيجية متكاملة لتنمية بشرية تضع الإنسان الإفريقي في صلب مساراتها لدعم ركائز النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بما يتناسب مع قدراتها البشرية ومواردها الطبيعية التي تزخر بها إفريقيا. وينعقد هذا المؤتمر الذي ينظمه المغرب بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي على مستوى وزراء الشؤون الخارجية والوزراء المكلفين بالتنمية بالدول الافريقية تحت شعار // تعاون القرب .. رهانات وافاق // و يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون جنوب - جنوب وتنفيذ الالتزامات التي تم اتخاذها في مختلف المحافل الدولية خاصة تلك المرتبطة بأهداف الألفية للتنمية البشرية. ويشارك في المؤتمر أكثر من50 وزيرا يمثلون عددا من البلدان الإفريقية إضافة إلى مؤسسات مالية إقليمية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية المكلفة بالتنمية ومن بينها على الخصوص المنظمات التابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية إفريقية وغربية. ويشكل المؤتمر الذي تستغرق أعماله يومين مناسبة لتقييم حصيلة النتائج التي تم تحقيقها وتبادل التجارب بهدف إقامة شراكة بين الدول الإفريقية من خلال سلسلة مشاريع جنوب - جنوب وثلاثية الأطراف الرامية إلى تعزيز إمكانيات التنمية المحلية المندمجة. وستتم خلاله مناقشة عدد من الموضوعات من بينها " تطوير الإمكانيات في إطار أهداف الألفية للتنمية المرتبطة بتخفيض نسبة الفقر" و"مساواة النوع" و"الحكامة .. من أجل تدبير فعال للموارد". // انتهى // 1933 ت م