بدأت اليوم بالعاصمة المغربية الرباط أعمال ملتقى دولي حول موضوع / التغيرات المناخية .. الرهانات وآفاق التكيف بالمغرب / ينظمه المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية بالمغرب بمشاركة العديد من ممثلي المؤسسات الدولية الكبرى , كالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية , وخبراء من مستوى عال من مصالح الأرصاد الجوية ومراكز البحث في المناخ من مختلف بلدان العالم. وأوضح العاهل المغربي الملك محمد السادس في رسالة موجهة إلى المشاركين خلال افتتاح الملتقى أن التدهور الشامل لجميع الأنظمة البيئية الأرضية والبحرية والساحلية من شأنه أن يفضي إلى اختلالات نوعية في توازنها وإلى تهديد التنمية سواء بالنسبة للأجيال الحاضرة أو المستقبلية. وأبرز الملك محمد السادس في رسالته انه أمام هذه التهديدات فانه لا خيار أمام المنتظم الدولي سوى التحرك العاجل بالحزم المطلوب وبروح التضامن والإنصاف والمسؤولية من أجل حماية مستقبل الكوكب الأرضي. وأشار إلى انه بالنسبة لبلدان القارة الإفريقية فإن هشاشة أنظمتها البيئية وضعف اقتصادياتها ومحدودية قدراتها على مواجهة التغيرات المناخية كلها عوامل ستفضي حتما إلى تفاقم الفقر وتدهور الأمن في العديد من مناطقها وهي وضعية مجحفة بالنسبة لهذه البلدان التي تعتبر الأقل إنتاجا للغازات الدفيئة. وشدد العاهل المغربي في رسالته على أن التضامن الدولي والإنصاف وتقاسم المسؤوليات قد أضحى اليوم ضرورة ملحة لمساعدة البلدان الإفريقية على بلورة وتفعيل التدابير الملائمة التي يتعين اتخاذها مع تمكينها من الوسائل والدعم التقني والمالي اللازم. ومن جانبه دعا الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ميشيل جارو إلى تمكين البلدان النامية من الوسائل البشرية والتقنية والمالية اللازمة للتكيف بشكل أفضل مع تغير المناخ والحد من آثار الكوارث الطبيعية. وأكد جارو أن الوقت قد حان لإيجاد أطر إقليمية فعالة تعنى بتغير المناخ من أجل حصر الثغرات وسدها ببرامج تأخذ بعين الاعتبار سياق منطقة شمال إفريقيا ودعم الهياكل والمؤسسات المختصة وتعبئتها حتى تتمكن من مواجهة التحديات الملحة. وشدد على أهمية وضع برامج تعنى بتغير المناخ من شأنها أن تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتمكن من تحقيق أهداف الألفية بالتركيز على المجموعات الأكثر تأثرا وعلى تعزيز القدرات. كما اعتبر جارو أن تدابير التكيف والتخفيف من آثار الكوارث لن تحقق الهدف المنشود إلا بمشاركة كافة الأطراف المعنية مشاركة تامة وكاملة بما في ذلك مشاركة المجتمع الأهلي والقطاع الخاص مؤكدا على ضرورة توفير الوسائل للمؤسسات المختصة من خلال دعم مواردها البشرية ودعم أنشطة الرصد والبحوث وتحسين جودة التوقعات والإنذارات المبكرة وتزويد صانعي القرار بأدوات ملائمة. وتتناول الندوة محاور التغير المناخي: إشكالية عالمية حلول عالمية والأنظمة البيئية تحت محك التغير المناخي والتغير المناخي ومسألة الأمن الغذائي بالمغرب والاقتصاد الأخضر هل من فرص للمغرب ?. // انتهى // 2157 ت م