يواصل الملتقى الدولي حول الحضارة الإسلامية بالأندلس أعماله بالجزائر لليوم الثاني على التوالي بمشاركة حوالي مائة خبير ومؤرخ وأستاذ جامعي من الجزائر ومن 21 دولة أجنبية منها 9 دول عربية منها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة و السودان واليمن ومصر وتمثل باقي الدول غيرالعربية قارات أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. وقد تمحورت المداخلات والنقاش حول روح التسامح وإشاعة معاني التآلف والتعايش بين مسلمي الأندلس وغيرهم من المسيحيين واليهود ولاسيما في القرن السادس للهجرة الموافق للقرن الثاني عشر الميلادي حيث اعتبر كل المتناوبين على منصة الخطابة أن هذه الفترة تمثل العصر الذهبي للمسلمين الذين ضربوا أروع الامثلة في التعايش والحوار والتعاون مع غيرهم من المسيحيين واليهود الذين تعلموا الكثير من العلوم وفن الترجمة ومبادىء علوم الهندسة والرياضيات والفلسفة على يد أساتذة وعلماء مسلمين.. ومثال ذلك الفيلسوف والطبيب وقاضي القضاة ابن رشد القرطبي الاندلسي الذي تتلمذ عنه طلبة يهود ومسيحيون منهم اليهودي المعروف موسى بن ميمون الذي أخذ مختلف العلوم عن ابن رشد باللغة العربية ونقلها إلى غير المسلمين فكان بذلك تلميذه وصديقه وهذا ما أكده الدكتور أبو عمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر في مداخلته الإفتتاحية أمام حولي 500 مشارك والذي اعتبر العلامة ابن رشد همزة وصل بين الشرق والغرب بما دعا إليه من خصال تؤكد كلها على ضرورة الإعتراف بالآخر واحترام خصوصيات الغير واعتماد الحوار والتسامح والتعايش كوسائل ومناهج حياة بين المسلمين ومن عاشرهم بالأندلس من يهود ومسيحيين على وجه الخصوص. المشاركون في الملتقى الدولي حول الحضارة الإسلامية بالاندلس أجمعوا خلال اليومين الأولين من هذا اللقاء على ضرورة تثمين السلوك الإسلامي الرفيع الذي جسده المسلمون في الاندلس مع غيرهم.. ودعوا إلى إعادة صياغة معاملات المسلمين مع باقي الأمم بما ينسجم مع المبادىء الإسلامية السامية الداعية إلى إشاعة التسامح وبث معاني التعايش والحوار مع كافة الشعوب. // انتهى // 1126 ت م