أخفق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي اليوم في بلورة موقف موحد حيال اقتراح الأممالمتحدة بمنح إقليم كوسوفو استقلالا يخضع لإشراف دولي على الرغم من تأييد بعض القادة البارزين بالاتحاد لهذا الاقتراح من قبل. وتؤيد معظم دول الاتحاد الأوربي وبينها ألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد في دورته الحالية الخطة التي كشف عنها مبعوث الأممالمتحدة الخاص للإقليم رئيس الوزراء الفنلندي السابق مارتي أهتيساري في وقت سابق من شهر مارس الجاري. وفي الجانب الأخر لا تزال أسبانيا واليونان وسلوفاكيا مترددة بشأن تأييد وضع يشبه استقلال الإقليم فورا خشية أن يشجع ذلك بعض الأقاليم المتنازع عليها للمطالبة بنفس المعاملة. وأعرب عدد من دول الاتحاد الأوربي عن قلقه إزاء انعزال صربيا التي ترفض استقلال كوسوفو باعتباره انتهاكا للقانون الدولي ولسيادتها. يذكر أن علاقات الاتحاد الأوربي مع صربيا يشوبها التوتر أساسا بسبب إخفاق بلجراد في تسليم مجرمي حرب فارين مشتبه بهم للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وتعارض كل من روسيا والصين وهما من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وتمتلكان حق النقض /فيتو/ استقلال كوسوفو. وكان ظهر الانقسام بين دول الاتحاد الأوربي بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن تأييد الاتحاد لمقترحات الأممالمتحدة بشأن كوسوفو. وقال شتاينماير في افتتاح اجتماع يعقده وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي إن الاستقرار والأمن في كوسوفو أمر مهم للمصالح الأمنية لأوروبا. وشدد على ضرورة أن يصدر قرار من مجلس الأمن حول كوسوفو في إطار زمني مقبول . وحذر دبلوماسي أوروبي من أن انقسام الاتحاد الأوربي يعني أن الاتحاد لن يكون قادرا على التحدث بصوت واحد في مجلس الأمن الدولي حيث من المقرر أن تفتح الأممالمتحدة نقاشا بشأن الوضع المستقبلي لكوسوفو الأسبوع المقبل. وبحث الوزراء المجتمعون حاليا في بريمن بألمانيا تقريرا خاصا بكوسوفو وضعه المنسق الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية للاتحاد الأوربي خافيير سولانا ومفوض شئون التوسع في الاتحاد أولي رين يدعو إلى زيادة المساعدات المقدمة إلى الإقليم. وقال كل من سولانا و رين إن الاتحاد الأوربي تقع عليه مسئولية خاصة في كوسوفو الذي يقع في ساحتنا الأمامية لكن تمويل الاتحاد الأوربي بحاجة لمساعدة من باقي الدول حيث يجب على المجتمع الدولي ضمان توفير الموارد الكافية . وقال رين أن المفوضية الأوربية قررت بالفعل تخصيص 200 مليون يورو كمساعدة لكوسوفو خلال الثلاث سنوات المقبلة ، "لكن يجب أن تشارك باقي الأطراف في المسئولية." ويتعهد التقرير أيضا بعرض اتفاق تجارة وشراكة على كوسوفو مع الاتحاد الأوربي يتماشى مع صفقات مشابهة جاري التفاوض بشأنها مع باقي دول غرب البلقان. // انتهى // 0147 ت م