تتواصل فعاليات الندوة الدولية حول التربية المدنية بالجزائر لليوم الثاني على التوالي بمشاركة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المنجي بوسنينة وممثلين عن منظمة اليونيسكو والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم إلى جانب مجلس أوروبا للتعليم وبعض الدول العربية منها مصر وتونس والمملكة المغربية وسوريا والأردن. وأكد الوزير الجزائري للتربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد الذي أشرف على افتتاح هذه التظاهرة العلمية الدولية بأن التربية المدنية أصبحت اليوم أكثر من ضرورة والواجب الذي ينبغي أن تتكفل به المدرسة حاليا هوغرس هذا النوع من التربية في نفوس الأجيال وذلك بتنمية الحس الوطني لدى التلاميذ في المراحل الأولى من المدرسة وتربيتهم على الإرتباط بتاريخهم وموروثهم الحضاري وتحصينهم في وجه العولمة الثقافية التي تسعى إلى إلغاء الآخر. وشدد المشاركون في هذه الندوة الدولية على أن جوهر التربية المدنية إنما يكمن في تعزيز مفهوم الوطنية الحقة ورفع مستوى الحس الاخلاقي والروحي والمدني لدى المتمدرسين والتفاني في نشر القيم السامية التي حركت علماء الأمة ورواد نهضتها ضد الإستعمار وقوى الظلم عبر التاريخ. وأفاد المتدخلون خلال يومين كاملين بأن التربية المدنية تعني رفض العولمة الثقافية التي تسعى إلى ابتلاع باقى الثقافات كما تعني في عمقها قبول الرأي الآخر والتسامح مع الجميع على اختلاف جنسياتهم وعقائدهم وأوطانهم ويبقى الحوار في كل ذلك وسيلة من أهم وسائل التفاعل مع الآخرين خدمة للمبادئ السامية التي تجتمع عليها كافة البشرية وهي السلام والتسامح وقبول التعددية الفكرية والثقافية والعقائدية والإعتراف بخصوصيات الشعوب ودياناتها وثقافاتها وتقاليدها. وينتظر أن يخلص المشاركون في هذه الندوة بالدعوة إلى تكريس التربية المدنية كوسيلة حضارية لتحصين الأجيال من الآثار السلبية للعولمة الثقافية والتأكيد على دور المدرسة والمسجد وكذا وسائل الإعلام المختلفة في الحفاظ على مقومات الشخصية الوطنية / الدين واللغة والتاريخ والتقاليد /. يذكر أن حوالي 50 خبيرا من بين 300 مشارك جاؤوا من الجامعات الجزائرية ومن مختلف الدول العربية والإوروبية لتقديم نماذج وتجارب بلدانهم في مجال التربية المدنية لدى المواطن عموما ولدى تلاميذ المدرسة على وجه الخصوص. // انتهى // 1122 ت م