يوما بعد يوم يترسخ الاعتقاد عند الخبراء في الإدارة الأمريكية وخارجها وعند مسئولين أمريكيين كبار سابقين بعضهم وزراء خارجية ومستشارون للأمن القومي وعند زعماء في الكونغرس ، وعند الرأي العام الأمريكي , بأن الولاياتالمتحدة لن تحقق النجاح في العراق بل على العكس . فقد أدت السياسة الأمريكية تجاه العراق منذ الغزو قبل حوالي أربع سنوات ولا تزال حتى اليوم إلى الكوارث المتلاحقة في العراق , وإغراقه في العنف والدم ، وتهدد باندلاع الحرب الأهلية الشاملة ، وربما تتسع لتصبح صراعاً إقليمياً يجر إليه دول المنطقة .. مخلفاً مآسي جديدة ... ولذلك صدرت دراسات عدة قدمت توصيات واقتراحات ونصائح للرئيس جورج بوش وإدارته للمساعدة في وضع استراتيجية جديدة , توفر خروجاً "لائقاً" للولايات المتحدة من العراق ، وتحدد خيارات ومبادرات لاحتواء مشاكل ما بعد الخروج الأمريكي من هناك ، والحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة ، باحلال الاستقرار فيها . آخر الدراسات والتقارير التي صدرت في هذا الشأن ، تقرير صدر قبل يومين عن "مجلس العلاقات الخارجية" وضعه الخبير في المجلس ستيفن سيمون ، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ، الذي سبق وان شغل منصباً في مجلس الأمن القومي في عهد إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون. التقرير الذي صدر بعنوان / بعد زيادة القوات / إشارة إلى قرار الرئيس جورج بوش إرسال 21500 جندي أمريكي إلى العراق ، يقول // أن الولاياتالمتحدة لم تنجح في العراق ، والعراق مقسم وفي حالة عنف أكثر من أي وقت مضى ، وأن قرار الإدارة إرسال المزيد من القوات سيفشل في وقت تدهور الوضع في ذلك البلد ، وأنه ما من سياسة بديلة تضمن تغيير الوضع نحو الأفضل // . وقال التقرير أن الولاياتالمتحدة حققت كل الأهداف الممكن أن تحققها ، فقد أطاحت بصدام حسين ونظامه ، وكان هذا واحداً من أهدافها ، وتمكنت من القضاء على أية قدرة تمكن العراق من صنع أسلحة دمار شامل في المستقبل ، ومكنت العراقيين من تشكيل حكومة تعددية .. وانه ما من شيء آخر يمكن للولايات المتحدة أن تحققه في المستقبل مهما زادت من عديد قواتها هناك . ويمضي التقرير إلى القول: أن المزيد من القوات ، لا يعني إلا المزيد من الخسائر في أرواح الجنود الأمريكيين ، واستمرار هدر بليارات الدولارات ، على حساب دافع الضرائب الأمريكي. // يتبع // 0039 ت م