ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية الدكتور ابو بكر احمد باقادر محاضرة اليوم امام ملتقى قرطاج الدولي المنعقد حاليا فى تونس بحضور لفيف من المفكرين والأدباء العرب والأجانب . ومهد الدكتور باقادر لموضوع المحاضرة التى تركزت على تفاعل الانسان مع البيئة الطبيعية بقراءة فى نص ادبي يقدم صورة تجسيدية للشتاء في التصور الاسلامى ويردفه بمقارنة ومناظرة بين فصلي الشتاء والصيف حيث يعدد كل منهما محاسنه ويفاخر على الاخر بها . واستنتج ان للفصول المناخية عناصر تقوم عليها ولها اثار تعرف بها ينبغى ان تكون محور درس وبحث عند معالجة موضوع تأثير البيئة على حياة البشر . ورأى فى تغير دورة الطبيعة وسيلة مهمة لتفاعل الانسان مع محيطه البيئى سواء قام بالتدخل من اجل حماية نفسه او خضع لهذه القوى المشكلة لهذا المحيط واستنباط اساليب مواجهة ما يمر به الانسان للتعايش مع الطبيعة المتبدلة والمتغيرة والاستفادة من مميزاتها والوقاية من أخطارها . وبعودته الى النص الادبى والمناظرة بين فصلى الشتاء والصيف يصل الدكتور باقادر الى ان الإنسان بإمكانه ان يتدخل لتحسين ظروفه وتوجيه البيئة الطبيعية لصالحه وعليه أن يتعرف على تلك الطبيعة ويتفهم بيئتها الشخصية حتى يتمكن من التعايش معها . وخلص الى ان جمال الطبيعة والحياة فى كنفها يقوم على أساس تحولات غير محدودة وتغيرها الدائم بما يشكل مظهرا من مظاهر الخلق وتعظيم قدرة الخالق ويدفع الانسان ليكون اكثر قدرة على التأمل فى آية من آيات الله تعالى .. وابدى تحفظات لجهة تدخل الانسان بالقوة لتحييد البيئة الطبيعية او تعطيلها او تجاوزها انطلاقا من احتياجاته وما لديه من جوانب المقدرة على إعادة تنظيمها .. ورأى فى ذلك امرا يحول دون العيش المباشر مع جماليات هذه الطبيعة . يذكر ان ملتقى قرطاج الدولى الذى يقام هذا العام تحت عنوان //الانسان والطبيعة// يعقد سنويا بصفة منتظمة منذ عام 1997 ويشرف عليه المجمع التونسى للعلوم والاداب والفنون المعروف باسم // بيت الحكمة // . // انتهى // 2244 ت م