نوه أكاديميون وأعضاء هيئة التدريس في عدد من الجامعات العربية بندوة / القرآن في الدراسات الاستشراقية / التي سينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة في السادس عشر من شهر شوال الجاري بمقر المجمع تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة. واعتبروا اختيار هذا الموضوع ليكون محوراً لهذه الندوة العلمية المتخصصة مهم جداً في هذه الفترة التي يزداد فيها الهجوم على الإسلام والمسلمين وعلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من جانب بعض المستشرقين ، معربين عن اعتقادهم أن هذه الندوة من شأنها أن تنبه إلى أخطار تحريف مقاصد القرآن الكريم في تشويه صورة الإسلام ، وتنمية الوعي العلمي الناقد للاستشراق ومدارسه. فقد أثنى أستاذ كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بالمغرب الدكتور إدريس مقبول على الأهداف التي سعى المشاركون في الندوة من تحقيقها ، وفي مقدمتها تسليط الضوء على مسار الدراسات الاستشراقية الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه في محاولة لتشريحها ، وكشف مداخلها ومرتكزاتها النظرية في أفق التصدي لأطاريحها ، وتفنيد مزاعمها التي باتت اليوم مركبا لعدد من الباحثين في الدراسات الإسلامية الذين يرددون هذه الدعاوى العارية من الصحة والمستمسكة بضعيف الأخبار وواهي الأسانيد ومرجوح الأقوال. فيما وصف نائب رئيس جامعة القاهرة للشؤون الأكاديمية الدكتور محمد خليفة حسن الندوة بأنها من أهم الندوات التي عقدت حول القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية ، وقال // تكاد تكون هذه الندوة الوحيدة على مستوى العالم الإسلامي التي تناولت بهذا الشكل المتخصص قضايا فهم المستشرقين للقرآن الكريم . وعلى حسب معلوماتي ، لا توجد ندوة أخرى عقدت في هذا الموضوع المهم خلال الخمسين سنة الأخيرة //. وأعرب عن تفاؤله بأن سيكون لهذه الندوة بإذن الله تأثير كبير في التنبيه إلى طرق المستشرقين ومناهجهم في دراسة القرآن الكريم ، والتنبيه أيضا إلى بعض الجهود الاستشراقية الإيجابية في هذا الخصوص ، بيد أن التأثير الأكبر والأهم هو في التنبيه إلى ما وقع فيه عدد من المستشرقين الذين لم يلتزموا بالموضوعية العلمية في دراساتهم الخاصة بالقرآن الكريم ، ونتج عن ذلك وقوعهم في أخطاء تفسيرية نتيجة عدم التزامهم بمناهج التفسير عند المسلمين. وأضاف الدكتور محمد خليفة حسن // إن الخطورة تكمن في أن بعض المستشرقين نصبوا من أنفسهم مفسرين للقرآن الكريم ، وتدخلوا في العمليات التفسيرية للقرآن الكريم متأثرين بخلفياتهم الدينية والأيديولوجية وهادفين إلى تحقيق أهداف تتناقض مع مقاصد القرآن الكريم. وهنا يحدث تشويه لصورة الإسلام من خلال هذه المحاولات التفسيرية الاستشراقية ، محذراً أن بعض المتعصبين من المستشرقين يسعون إلى هدم الإسلام من خلال هذا التفسير الشخصي للقرآن الكريم. وهذا الفريق من المستشرقين لا يقف عند حدود التشويه ولكن يتجاوز التشويه إلى الهدم. ومثال جيد على هذا المسعى الاستشراقي ما قام به فريق من المستشرقين المنصّرين الذين أصدروا منذ سنوات قليلة الكتاب المسمى / الفرقان الحق / وقد وقع به أكبر عملية تشويه للقرآن الكريم وللإسلام في تاريخ الاستشراق التنصيري بشكل خاص وفي تاريخ الاستشراق بشكل عام //. // يتبع // 1118 ت م