اوصى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل التي هي اعظم ما تستفتح به الوصايا وتختتم واجل ما تستدفع به الضوائق وما ادلهم واوثق العرى التي بها يعتصم فهي تكشف الهم وتدفعه وتزيل القلق وتزيح الارق وتحقق فرجا وتبلغ مخرجا // ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب // 0 وقال في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام// في لجج الحياة المادية الزاخرة وامواج التغيرات الحياتية الهادرة وفي خضم تداعيات الهم والقلق وموجات الغم والارق التي تجتاح كثيراً من النفوس يتطلع الناس كلهم الى شاطيء الهناء والامان وبر الصفاء والاطمئنان وها انتم ايها المؤمنون ازاء حضارة لاهثة في عدوها وقد حطت اقتابها في هدير واضطراب وزمجرة واصطخاب ولاغرو ان يعب منها الانسان عموما ويكتال منها المسلم خصوصا اوصافا من الاوصاب وجميما مما عني واصاب// 0 وأضاف يقول // واما علة العلل فسقام الفكر والروح وانثلام هاتيك الصروح التي تغدو متناوحة في تباريح الحياة وقل ان تروح وقد انفرجت يامحب مسافة الخلف بين الهناء والقرار والطمأنينة والثبات والامان والسكينة// 0 وقال فضيلته // من استلهم حقائق الغير السوالف واستنطق دقائق الفوادح الخوالف وراد بصيرته في رياض الوحيين الشريفين علم ان المسلم وان عظم قدره وغزر فضله وفخم امره واستطال في مخضوضر الحياة عمره ان لابد له من حصول فواجع تقض المضاجع في فقد عزيز او خسارة مال او تجارة او حصول سقم يعتريه اوحازبة من ضنك واخفاق وعيلة وعوز يبتليه او فوادح كوادح من حسد وحيف ومحق جاه يضلعة وينتجيه سنة من الله في الخلق ماضية وحكمة منه جل في عليائه في العباد قاضية 0ولنا في امام الاتقياء صلى الله عليه وسلم قدوة وعزاء فقد ادميت قدماه وكسرت رباعيته وشج راسه واوذي اشد الايذاء من تكذيب واستهزاء ويبلغ به الهم كل مبلغ فتتنزل التسلية// فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا //ومن قبله اخوانه المرسلون والانبياء فهذا ابراهيم عليه السلام توقد لاحراقه النار العظيمة فيقول حسبنا الله ونعم الوكيل فتاتي النتيجة البهيجة //قلنا يانار كوني بردا وسلاما على ابراهيم// وهذا ذوالنون عليه السلام القي في الظلمات الثلاث فدعا ربه ورجاه فكشف كربه وبلواه واذهب عنه ما اضناه //فنادى في الظلمات ان لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين //0 فهذه دعوة ذي النون عليه السلام التي لم يدعو بها مسلم ربه في شيء قط الا استجاب له خرجه الترمذي وغيره لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين وهذا ايوب عليه السلام حل به من الكرب والغم والضر ما يقصم القامة ويثلم الهامة فما كان منه الا الصبر والاحتساب ولمرضاة ربه ازدلف واناب حتى تحققت له الاماني الرغاب// وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضر 0//وكذا ما حصل على يعقوب ويوسف عليهما السلام والطريق سابلة 0 // يتبع//