ينظر الآخرون للمسحور / ة على أنه مريض نفسي أو به نقص في عقله فلا يؤخذ برأيه ويتهم بأنه يعاني من نقص وعقد لأنهم يعدون الإصابة بالسحر خلل في الشخصية ولو كان ما يقولون به جزء من الصحة لما سحر خير الخلق عليه الصلاة والسلام ولما وصلنا أنه سحر ! إن المسحور إن لم يكن في عقله جنون ظاهر فلا يعد هذا نقص ولا يمنع من أن يمارس حقه في العيش وابداء الرأي والأخذ بما يقول فمحمد صلى الله عليه وسلم لم يمنع عنه الله عز وجل الرسالة بل لقد أنزل عليه ما يُتداوى به إلى أن تقوم الساعة ( المعوذتين ) ! إن كنت مسحوراً فاحمد الله أولاً وارض بما قسم الله لك فكم من متسخط ليس له إلا التعب ولا أجر ثم لتطرق أبواب العلاج المباحة ولتعلم أن الأفضل أن ترقي نفسك بنفسك فإن لم تستطع فليرقك أحد أهلك أو من ترى فيه الصلاح والقدرة وأن يكون ممن يحسن التعامل مع الجان لأن الجن مختلفون كثيراً عنا وعن تعاملاتنا فضلاً عن وجود نقطة هامة يغفل عنها الكثير وهي أن الجان وقت الرقية لا يتعرض لضغط الرقية فقط بل لضغط الساحر / ة الذي يعذبه ويؤذيه ويهدده فيكون الجان في حالة ضغط شديدة وكم من حالة لم يحسن التعامل معها كانت نتيجتها سلباً أكثر من الإيجاب سأورد طريقة التعامل مع الجن في مقال آخر بإذن الله وإن كنت مسحوراً فلا تيأس من رحمة الله مهما طال بك البلاء وزاد المرض فهاهو نبي الله موسى عليه السلام يتعرض للظلم وقومه من الطاغية فرعون وحين دعا على فرعون قال الله تعالى عن دعوته وأخيه هارون { قال قد أجيبت دعوتكما ... } يونس : 88-89 و قد أخرج الترمذي عن مجاهد أنّ بين دعاء موسى عليه السلام و قوله تعالى (قد أجيبت دعوتكما) أربعين سنة ! وتأمل سعة رحمة الله واجابته لمن دعاه : (ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له)، (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له)، (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له)، (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين فاستجبنا له) تأمل فاستجبنا له ! وارفع يديك لله وسله حاجاتك فليس بينك وبين الجواد وسيط ولا حجاب وإن لم تكن مسحوراً ولكنك تعرف شخصاً مسحوراً فلتحسن إليه وتعامل معه بالعطف واللين فمن سُحر ليس نجساً ليُتجنب معاملته أو يهان أو ينفر منه من حوله بل حقه كبير فإن كان من قرابتك ساعده في البحث عن وسائل العلاج المباح وإن كان شخص قد سمعت عنه اصابته بالسحر فساعد ذويه فهذا من السعي لقضاء حوائج الآخرين وكم من معروف جاء الجزاء عليه خير لم يحسب له المرء حساباً . وأنت أيها المسحور ثق أن الله ما ابتلاك إلا لحكمة فلا تري الله منك إلا ما يفعل المؤمن الصابر المحتسب الصادق جمع الله لك بين الأجر والعافية في الدين والدنيا ووفقنا وإياك لكل خير إنه ولي ذلك والقادر عليه .