يعد ملف الهجرة المتشابك والشائك والذى يرشحه المهتمون بأنه سيكون من أكبر مشاكل القرن الواحد والعشرين من ضمن المواضيع التى فرضت نفسها فى الاجندة الاجتماعية والسياسية والدبلوماسية الاسبانية خلال سنة 2005م التى بقيت أيام معدودة على توديعها0 الموقع الجغرافى لدولة اسبانيا كبوابة جنوبية لاوروبا المطلة على المغرب حولها الى نقطة رئيسة لتسلل المهاجرين من مختلف الجنسيات مغاربة أفارقة وأسيويين وساعد تواجد اسبانيا فى أراضى شمال المغرب تستعمرها منذ مدة طويلة ويتعلق الامر بمدينتى سبتة ومليلية من تفاقم هذه الهجرة0 ويقصد المهاجرون اسبانيا عبر قوارب صغيرة تنطلق من شواطئ المغرب وتقطع المياه الفاصلة لمضيق جبل طارق نحو شواطئ الاندلس أو نحو جزر الخالدات وخلفت خلال السنة الجارية أكثر من 250 غريق ومفقود فى الشواطئ الاسبانية وحدها ولا تقل محاولات التسلل الى سبتة ومليلية مأساوية فخلال شهرى سبتمبر وأكتوبر الماضيين توفى 14 مهاجرا افريقيا على أسوار المدينتين وأصيب أكثر من الف بجروح خلال عمليات التسلل0 هذه الماسى دفعت المجتمع الدولى الى التحرك وخاصة الرباطومدريد حيث عملتا على تنسيق الجهود من أجل تنظيم قمة أورو افريقية فى مايو المقبل فى المغرب لمعالجة هذه الظاهرة ومحاولة السيطرة عليها وحضرت الهجرة فى أكثر من قمة أوروبية واخرها الاورو المتوسطية فى نوفمبر الماضى وينتقد المهتمون المنحى الامنى الخالص الذى تراهن عليه الدول الاوروبية فى وقت هى فى حاجة الى أزيد من خمسين مليون مهاجر الى غاية 2050م0 وتدرك مدريد أن ظاهرة مثل الهجرة تتطلب مجهودا جبارا من طرف الدول والتنظيمات الاقليمية00 وأكد وزير الخارجية انخيل موراتينوس فى مناسبات متعددة أن جزء من عمل الدبلوماسية الاسبانية منصب على كيفية معالجة هذه الظاهرة بالتوفيق بين الامنى والاجتماعى وهى عملية صعبة0 ويعتقد المهتمون أن الهجرة ستبقى حاضرة بقوة فى الاجندة الاسبانية على الاقل خلال العشر سنوات المقبلة حتى تتفاقم المشكلة ويسعى الاتحاد الاوروبى وقتها الى نهج سياسة حقيقية لمعالجة هذا الملف بعيدا عن الحلول الترقيعية التى يراهن عليها الان0 / /انتهى// 1357 ت م