استضافت منظمة التعاون الرقمي مجموعة من كبار السفراء في الدول الأعضاء بالمنظمة والجهات الدولية الشريكة في الدورة الافتتاحية من الملتقى الدبلوماسي للمنظمة لمناقشة العلاقات الدبلوماسية في العصر الرقمي وتعزيز جهود التعاون الدولي لبناء الاقتصاد الرقمي العالمي. وأُقيم الملتقى الدبلوماسي لمنظمة التعاون الرقمي في 12 أبريل في الرياض ليوفّر منصة تجمع السفراء وممثلي الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي مع قيادة المنظمة والشركاء الآخرين بهدف تبادل الرؤى والأفكار وتعزيز سُبل التعاون لتطوير اقتصادات رقمية وطنية قوية وشاملة بما يحقق الفائدة للجميع. وافتتحت الملتقى الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى، مؤكدة أهمية جهود التعاون الرقمي متعددة الأطراف لإنجاز مهمة المنظمة المتمثلة بدعم الدول الأعضاء خلال مسيرتهم في بناء اقتصادات مزدهرة ومتصلة من شأنها أن تُسرّع عملية التنمية والطوير. وقالت:" بينما نواصل مواجهة كافة التحديات التي فرضتها توجهات العصر الرقمي، نؤكد على الحاجة الملحة لسد الفجوة بين العالم الرقمي والدبلوماسي, ومن هذا المنطلق، أطلقنا الملتقى الدبلوماسي لمنظمة التعاون الرقمي لتوفير منصة للحوارات المفتوحة والبنّاءة بين الدول، بما يتيح لنا تبادل أفضل الممارسات والمعارف والخبرات لتعزيز التعاون في دعم الاقتصاد الرقمي, من خلال جمع السفراء في الدول الأعضاء والجهات الدولية الشريكة، حيث يمكننا العمل معاً لبناء مستقبل يتيح الاستفادة من إمكانات وفرص العصر الرقمي للجميع بدون استثناء. وأشارت إلى أن جهود المنظمة في سد الفجوة بين العالم الرقمي والدبلوماسي من خلال مبادرات كهذا الملتقى تُعد برهاناً على التزامنا بتعزيز النهج الشامل والتعاوني نحو الابتكار الرقمي المستدام. وتمحور التركيز خلال الملتقى حول الدبلوماسية الرقمية، بقيادة الأستاذ المشارك في الدراسات الدبلوماسية في جامعة أوكسفورد ورئيس مجموعة أوكسفورد لأبحاث الدبلوماسية الرقمية البروفيسور كورنيليو بيولا, حيث ركز الحوار على تحديات وفرص الدبلوماسية الرقمية وكيفية توظيفها لتعزيز التعاون الرقمي وتحفيز الازدهار للجميع. وقال بيولا:" الدبلوماسية الرقمية ليست ظاهرة ثابتة، بل عملية متواصلة التغيّر والتطوّر في ضوء التقلبات العالمية في السلطة والتقنية حول العالم. وأحدثت التقنيات والمنصات الرقمية تحوّلاً لافتاً في طرق التواصل والتعاون والتمثيل الدبلوماسي، ونتج عن ذلك ظهور أطراف وأصحاب مصلحة جُدد في الفضاء الدبلوماسي، مما أدى إلى مناقشة القضايا والأجندات الجديدة في عالم التفاعل والاتصالات الدبلوماسية، ويتمثل التحدي الذي يواجه وزارات الخارجية والمنظمات الدولية في كيفية الاستفادة بشكل فعال من هذه الفرص لتعزيز التعاون الرقمي القوي في السياقات الثنائية ومتعددة الأطراف، بهدف نهائي هو إنشاء منظومة رقمية دولية تتمتع بالمرونة والشمولية. يشار إلى أن الملتقى الدبلوماسي لمنظمة التعاون الرقمي يأتي في إطار استراتيجية المنظمة متعددة المستويات الرامية إلى تعزيز التعاون والتواصل بين كافة أصحاب المصلحة من مختلف القطاعات لتطوير حلول تعالج مختلف تحديات الفجوة الرقمية. وسلّط الاجتماع الضوء على أهمية الدبلوماسية الرقمية ودورها المفصلي في تعزيز التعاون الرقمي، إلى جانب تأكيد التزام منظمة التعاون الرقمي بالعمل المستمر مع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة لتحقيق هذا الهدف.